أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الظهور » (٨٨٠) إذا كان (عجّل الله فرجه) يملأها عدلاً فما هو سر رجعة أهل البيت (عليهم السلام)؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الظهور

الأسئلة والأجوبة (٨٨٠) إذا كان (عجّل الله فرجه) يملأها عدلاً فما هو سر رجعة أهل البيت (عليهم السلام)؟

القسم القسم: عصر الظهور السائل السائل: سولى محمد الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٢/١٩ المشاهدات المشاهدات: ٢٠٨٥ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

على حد معلوماتي البسيطة أن الإيمان بالرجعة هو كالإيمان بظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وقيام الساعة عندنا من الأمور الحتمية، فإذا كان الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ويشفي صدور المؤمنين، فما هو السر في رجعة أهل البيت (عليهم السلام) ويحكمون الواحد تلو الآخر؟
ثم هل يُعطى المعصومون (عليهم السلام) جميعهم فرصة العودة والحكم وإدارة شؤون الأمة بما فيهم جدهم النبي محمّد (صلّى الله عليه واله وسلّم)؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يختلف أحد من المسلمين في أن الدولة المهدوية هي دولة الله تعالى في أرضه، ومشروع السماء في الأرض، والذي لم يتحقق على طول خط التأريخ الإنساني، فهي أمنية كل الأنبياء (عليهم السلام) وبغية جميع الأولياء من زمن آدم (عليه السلام) وإلى آخر يوم يبقى فيه الإنسان، وإذا كان الأمر كذلك فيمكن أن يقال: إنه لا يمكن أن نتصور أن تتنعم بهذه الدولة الإلهية في آخر الزمان مجموعة أو فئة محدودة دون مَنْ تقدم من المؤمنين، الذين غادروا الدنيا، وفي قلوبهم حسرة الانتصار ولهفة الفتح لدين الله تعالى وحكومة العدالة الإلهية، ومهما أعطي الإنسان المؤمن في عالم الآخرة من نعيم وسعادة ستبقى في نفسه تلك الأمنية وذلك الأمل ماثلاً عنده وراغباً فيه، فأكثرية المؤمنين لم تتح لهم الفرصة، بسبب ما لاقوه من ظلم وجور أن يعبروا عن استعدادهم ومكنون نواياهم، أما للموانع التي أعاقتهم أو الأسباب التي لم تسعفهم للتكامل والرقي في مراتب ومدارج الإيمان، ومقتضى اللطف الإلهي أن يحقق لهم الله تعالى ما هم مستعدون له قبل أن يغلق سجلّ الأعمال ويُختم عند القيامة، وهذا المعنى يمكن أن نتلمسه بوضوح في بعض أحاديث النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حينما يتكلم عن الرجعة وبعض شؤونها المرتبطة بجانب التكامل والهداية لهؤلاء المؤمنين.
عن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): كيف أنت إذا استيئت أمتي من المهدي فيأتيها مثل قرن الشمس يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض. فقلت: يا رسول الله بعد الموت؟ فقال: والله إن بعد الموت هدى وايماناً ونوراً. قلت: يا رسول الله، أي العمرين أطول. قال: الآخر بالضعف. [مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص١٨]
ومقتضى ذلك أن يرفع الله تعالى لهم كل ما يمنعهم من ذلك أو يعيقهم عنه.
وعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله (عزَّ وجل) ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ قال: ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا فذلك في الرجعة. [تفسير القمي لعلي بن إبراهيم القمي: ج٢، ص٢٥٩]
ويمكن أن نفهم بعد كل ذلك أن التصور السائد عند الكثير من كون الغاية القصوى من الدولة المهدوية إنما هو مجرد إعادة الملك لأهل البيت (عليهم السلام) الذي غُصب منهم، أو لأجل تحقيق الرفاهية الاقتصادية للمؤمنين، إنما هو تصور سطحي لا يخلو من سذاجة وتبسيط لهذا المشروع الإلهي، والذي سيظهر فيه بوضوح مغزى الحكمة الإلهية وعظمة القرار الإلهي في جعل الخلافة التكوينية في الأئمة (عليهم السلام)، ولذا يستغرب الإمام الصادق (عليه السلام) ممن يحمل هذه الفكرة التي تفتقد في عمقها الفهم الصحيح والإدراك الواعي.
روى المجلسي بسنده عن المفضل بن عمر في حديث قال: قال الإمام الصادق (عليه السلام): أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا؟ ومقصرة شيعتنا تقول معنى الرجعة أن يردّ الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي (عليه السلام)، ويحهم متى سُلبنا الملك حتّى يردّ علينا. قال المفضل: لا والله وما سلبتموه ولا تسلبونه لأنّه ملك النبوّة والرسالة والوصية والإمامة. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٣، ص٢٦]
ويتحصل عندنا بعد هذا البيان: أن السر والحكمة في الرجعة إنما يكمن في إظهار كمال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) وأنهم خيرة الله تعالى التي تحكي حكمته وعظمة تدبيره، وإعطاء المجال للمؤمنين أن ينالوا حظهم من التكامل والارتقاء بتحقيق آمالهم في نصرة دينه ونصرة نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وما هذه الابتلاءات والمحن التي تمر علينا وعلى من سبقنا من المؤمنين سواء أمن الأمة الإسلامية أم الأمم السابقة إلا غربلة وتصفية وانتقاء لتلك الفئة المؤمنة التي ستكون مؤهلة لتحقيق ذلك الوعد الإلهي وتحمله على عاتقها.
يؤيد هذا المعنى الحديث القدسي: فإنه يوم قضيت وحتمت أن أطهر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي، وأنتخب لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للأيمان. [سعد السعود للسيد ابن طاووس: ص٣٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016