الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
بطبيعة الحال الإمام (عجّل الله فرجه) ليس بدعاً في مسيرة المعصومين (عليهم السلام) فيما واجهوه من عنت المعاندين وشقاق الجاحدين، فقد سأل بشير النبال الإمام الباقر (عليه السلام): إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفواً ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفواً لاستقامت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٩٤]
بل إن الروايات تذكر أن الإمام (عجّل الله فرجه) سيلقى من الناس وأنصاف المتعلمين من المخالفين له (عجّل الله فرجه) ما لم يلقه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) في بداية دعوته، فقد روى الفضيل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية فقلت: وكيف ذلك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، ويحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٠٧]
ولا يخفى أن الإمام (عجّل الله فرجه) منصور من الله تعالى ومحفوظ بحفظه سواء كان ذلك بالأسباب الغيبية كالملائكة، كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): لو قد خرج قائم آل محمد (عليهم السلام) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين يكون جبرائيل أمامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن يساره والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، والملائكة المقربون حذاه. [الغيبة للشيخ النعماني: ص٢٤٠]
أو من خلال أنصاره المتفانين وأصحابه المخلصين، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في سياق حديثه عن بعض صفات أنصاره (عجّل الله فرجه) قوله: يتمسحون بسرج الإمام (عليه السلام) يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم
في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعارهم: يا لثارات الحسين. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٥٢، ص٣٠٨]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)