أملٌ سماوي الجهات
من قصائد مهرجان الشعر الأول في الإمام المهدي عليه السلام
الذي أقامه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في ١٢/ شعبان/ ١٤٢٦
لمناسبة الأمل المتجدد في حياة الأمة الإسلامية الأمل الذي تلده كل لحظة.. لحظة إسلامية أخرى متجددة.
الأستاذ الدكتور رحمن غركان ـ الديوانية
أوّلتُ وعدكَ باليقين لكي أراهُ |
|
فعرفْتُ أنّ مآذن البشرى نداهُ |
من يومها أدركتُ أنّ بشارةً |
|
لله أخرى سوف تنشرها سماهُ |
هي حجةُ الرؤيا على تأويلها |
|
الله شاء فخصّها بمن ارتضاهُ |
وإليه أسرجتِ القلوبًُ نهارها |
|
حباً فحباً.. كل معناها هداهُ |
ما أوّلوا الإنسان في أسمائه |
|
إلاّ وكان محمدٌ حقاً أباهُ |
معنى مضاءٌ كالمآذن في المدى |
|
لا ينتمي إلاّ إلى غدهِ صباهُ |
|
* * * |
|
في أيِّ أفقٍ ينتقيهِ نهارُنا |
|
في أيما لغةٍ تجيءُ لنا رؤاهُ |
وبأيِّ معنى نصْطفيه محمداً |
|
كيما يكون ولا يكون هنا سواهُ |
جهةُ اتقاد الماءِ غيمٌ ماطر |
|
في أيما أفقٍ تضيءُ بنا خطاهُ |
معنى المآذن في عيون جهاتها |
|
هذا النهار المستبد بما يراهُ |
وهو اكتمالُ الشمسٍ في آمالنا |
|
فبأيِّ شمسٍ سوف توقظنا يداهُ |
نستقبلُ البشرى على تأويلنا |
|
هذا الطريق المستحيل بما نراهُ |
وبكل نهرٍ يستضيءُ مطالعاً |
|
حيث الجهات بكلِّ أفْقٍ ضفتاهُ |
وبكلِّ أرضٍ تستحثُ سماؤهُ |
|
حرية الإنسان وهي بها هواهُ |
وحْيٌ سماويُّ الجهاتِ نهارهُ |
|
أملٌ ترجّل فاستفاقت مُقْلتاهُ |
أمل هو الإنسان في هذا المدى |
|
تلد الخطى عمراً فعمراً وجهتاهُ |
أمل تبدّى في انتظار عيوننا |
|
نهراً ففاضت بالتمني راحتاهُ |
أمل توضّأ بالقلوب محبةً |
|
أخرى ليكبر في مرايانا صباهُ |
أملٌ تؤّولهُ الأنامُ حقيقةً |
|
ويضيئه في كل سنبلةٍ نداهُ |
أمل ترتّلهُ الحياةُ مآذناً |
|
بأكفِّها يتنفسُ البشرى دُعاهُ |
غطّوا عليه بالغياب وما دروا |
|
أنّ الحياة بمشرقيها ضفّتاهُ |
حجَبوا بغربالِ الملوك نهارهُ |
|
فاضاء غربالَ الملوك مداهُ |
وبرغم منكره تجلّى مشرقاً |
|
أملاً رآه هكذا أو ما رآهُ |
|
* * * |
|
نهرٌ يضيء بضفتيه مآذن البشرى لتشرق في أهلته الجباهُ |
||
نهرٌ جرى.. ما بينه رؤيا وبين مسافة البشرى حقيقة ما عداهُ |
||
هو نخلة الأسماء أوّلُ ما تكون به المآذن والسنابل والمياهُ |
||
نهر من التنزيل تكتبه السماوات العلا وحياً فتنطقه الشفاهُ |
||
لا ينطفي في الأرض عن تأويله مطر.. وهل يجري بغيمتها سواهُ |
||
تمتدُّ آمالُ الحياة على المدى بشراً لتقرأ في مراياها صباهُ |
||
وتظلُّ توقظُ ثم توقظُ ثم توقظُ ثم يدركها على قلقٍ نداهُ |
||
وهناك تبتكر الجهات نشيدها القدسيِّ موصولَ الرؤى بمن اصطفاهُ |
||
أملٌ يحطّ على القلوب المنتقاة.. يضيئُها وتضيءُ معناها رؤاهُ |
||
تندى على جهة اليقين حدوده الخضراء يوقظها كما الدنيا حِماهُ |
||
ليقال: يا لغة النهار تكلّمي... فالليل أوّله وآخره اشتباهُ |
||
ليقال: يا لغة النهار تأمّلي... الصمت ليلٌ كيف يعذره انتباهُ |
||
ليقال: يا لغة النهار استقبلي هذا الآذان فقد انجلى فيه مداهُ |
||
صلّت به الرؤيا المهيبة هكذا صلّت به البشرى فصلّى مشرقاهُ |