دراسة القضايا المهدوية
من خلال الأدعية والزيارات المهدوية عن المعصومين عليهم السلام (١)
مع وجود الكم الهائل من الروايات التي تحدثت عن القضايا المهدية، أفلا تكفي لتكون مصدراً مهماً لها؟
وهل استنفدت تلك الروايات أغراضها فلم تعد الحاجة إلى الرجوع إليها مرة أخرى؟
أم أن هناك دواعي أخرى يمكننا أن نستفيد من الأدعية والزيارات المروية عن المعصومين عليهم السلام؟
وفي مخاض الإجابة عن كل تلك الأسئلة الموضوعية التي تنطلق عفوياً أمام أول قراءة لعنوان البحث: فإنه لا تعارض البتة بين أن نستمر بدراستنا للقضايا المهدية من خلال الروايات المكثفة ومن جوانبها المختلفة مع فتح مصدر معرفي جديد للتعرف على جوانب أخرى من هذه القضايا العقيدية المهمة في بعديها المعرفي النظري والواقعي.
وأما السبب المباشر الذي لفت انتباهنا إلى هذه الانطلاقة الجديدة هو مجموعة أشياء:
١-الكثافة الكمية لتلك الأدعية والزيارات التي امتلأت بها كتب الأدعية والزيـارات كـ(مصباح التهجد) للشيخ الطوسي، و(مصابح الزائر) للسيد ابن طاووس، و(الجنة الواقية) و(البلد الأمين) للشيخ الكفعمي وغيرها.
٢-الكثافة النوعية.
فقد تنوعت تلك الزيارات والأدعية من حيث مهماتها؛ ومن حيث أوقاتها .. فهناك الأدعية التي أُمِرَ الشيعة بالمواظبة على قراءتها في عصر الغيبية تحت عنوان (عصر الحيرة)؛ كما أن هناك أدعية أُمِرَ الشيعة أن يدعون بها لتعجيل فرج الإمام القائم عليه السلام؛ بالإضافة إلى أن هناك أدعية ترجع عوائدها على شخص الإمام الحاضر عليه السلام، ومنها ما جاء في دعاء زيارة (آل ياسين) كمثال إستشهادي.
يضاف: ما ورد في الزيارات المختصة به عليه السلام المطلقة والواردة في (سرداب الغيبة).
ونجد الكثافة الوقتية شاخصة بوضوح أمام الشيعي في قراءاته لتلك الأدعية والزيارات في الأوقات المختلفة:
فهناك أدعية يومية صباحاً، أو بعد صلاة الصبح كـ(دعاء العهد) الكبير، ودعاء (العهد) الصغير أو ما يمكننا أن نسميه بـ(دعاء البيعة)، وهناك أدعية أسبوعية كـ(دعاء الندبة) الذي يقرأ في أوقات مختلفة منها المواظبة على قراءته يوم الجمعة، ودعاء الغيبة الذي يقرأ يوم الجمعة.
وهناك أدعية تقرأ في المواسم كدعاء الندبة الذي يقرأ في الأعياد الأربعة (عيد الفطر ـ عيد الأضحى ـ عيد الغدير ـ يوم الجمعة)، والدعاء المروي عن الصالحين الذي يستحب تكرار قراءته ليلة الثالث والعشرين (ليلة القدر) من شهر رمضان المبارك (اَللّهُمَّ كُنْ لِّوَلِيِّكَ اَلحُجَّة بنِ اَلحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَ عَلى آبائِهِ في هذِهِ اَلسّاعِةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقائِداً وَناصِراوَدَليلاً َوَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ اَرضَكَ طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً). وكذلك المواظبة على قراءته في كل وقت من أيام الجمعة.
وكذلك نجد الكثافة المكانية لتلك الزيارات والأدعية التي وظفت قراءة بعض تلك الأدعية في مسجد الكوفة، وكذلك مسجد السهلة، وهكذا مسجد جمكـران، بالإضافة إلى المقامات المنسوبة له عليه السلام في أماكن مختلفة من الأرض من جملتها مقام صاحب الزمان عليه السلام في النجف، ومقام صاحب الزمان عليه السلام في الحلة وفي أماكن أخرى من العالم.
٣- تفرَّدت تلك الأدعية والزيارات بتركيز اهتمامها على طرح مواضيع حساسة بما يتعلق بالقضايا المهدوية بشكل عام أو بشخص الإمام المهدي عليه السلام والمرتبطين به (مثل أمّه الطاهرة السيد
نرجس عليها السلام .. وعمته السيدة حكيمة عليها السلام .. أو نوابه الأربعة عليهم السلام).ونشير إلى رمزية زيارة آل يأسين التي يزار بها صاحب الأمر عليه السلام حيث فيها إجابات على كثير من الاستفهامات المتعلقة بخصوصيته عليه السلام.
٤-وقد صيغت تلك الأدعية والزيارات بأساليب تفردت بها عن غيرها من حيث الأسلوب وطريقة العرض والطرح ويكفي ما فيها دعاء العهد (الذي حثَّ الإمام الصادق عليه السلام على قراءته صباح كل يوم، وبالخصوص المواظبة عليه أربعين صباحاً). ودعاء الندبة من إثارة كامن العاطفة، والحماس؛ والدعوة إلى البكاء الفردي، والبكاء الجماعي، في نفس الوقت الذي يحث الدعاء الداعي على الإعداد والاستعداد للمعركة المهدية ضدّ أعدائه عليه السلام، وشحذ الهمم، بأساليب خطابية تجمع المتناقضات المتضادة من قبيل التفجع وشكوى الظلم والظلامات مع الدعوى إلى القوة والمجابهة والقيام للمعركة والحرب؛ بما لم نجده في مجموع الأدعية الأخرى المروية عنهم عليها السلام.
مع ملاحظة التأكيد على شخص الإمام عليه السلام بما تفردت به تلك الأدعية التي لم نجدها في الأدعية الأخرى التي أكدت على معاني التوحيد والعبودية لله تبارك وتعالى، كدعاء كميل المروي عن أمير المؤمنين، ودعاء عرفة المروي عن الإمام الحسين عليه السلام، ودعاء أبي حمزة المروي عن الإمام زين العابدين عليه السلام؛ بل نجد في بعض تلك الأدعية المهدية أن نفس الإمام المعصوم عليه السلام يمارس الإثارة العاطفية الخاصة حينما يسلط الأضواء بوضوح ملفت كما في رواية سدير الصيرفي التي رواها الصدوق في كمال الدين، والطوسي في الغيبة قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب، على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرّى، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغير في عارضيه وأبلى الدموع محجريه، وهو يقول: سيدي: غيبتك نفت رقادي وضيقت عليَّ مهادي وابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد، فما أُحس بدمعةٍ ترقى من عيني، وأنين يفترُ من صدري عن دوارج الرزايا وسوالف البلايا إلا مثل لعيني عن عواير أعظمها وأفظعها وتراقي أشدّها وأنكرها ونوايب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير: فاستطارت عقولنا ولهاً وتصدعت قلوبنا جزعاً من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل، وظننا أنه سمت لمكروهةٍ قارعة، أو حلّت به من الدهر بائقة، فقلنا: لا أبكى الله يا بن خير الورى عينيك، من أيّ حادثة تستترف دمعتك، وتستمطر عبرتك، وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم.
قال: فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه، وإشتد منها خوفه، وقال:
ويحكم إني نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ماكان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصَّ الله تقدسَ إسمه به محمداً والأئمة من بعده عليه وعليهم السلام، وتأملت فيه مولد قائمنا وغيبته وإبطائه وطول عمره وبلوى المؤمنين (به من بعده) في ذلك الزمان وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد أكثرهم عن دينه، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله تقدس ذكره: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ في عُنُقِهِ)(١). يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت عليَّ الأحزان(٢).
ولم نجد هذا الأسلوب الاستعراضي قد مورس أو أبرز مع أحد من الأئمة الباقين عليها السلام.
كل هذه الأشياء قد ألفتت انتباهنا للدعوة إلى هذه الانطلاقة الجديدة لدراية القضايا المهدوية من خلال ما وردنا عن المعصومين عليها السلام في أدعيتهم وزياراتهم له عليه السلام.
ومن نافلة القول فإنَّه لا يعني اهتمامنا المَعْرِفي بتلك الأدعية المسلكية مجالاته الموضوعية، وكما قيل: فإن الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق.
ونحن في الوقت الذي نؤكد على ضرورة انبثاق طريق معرفي جديد لدراسة القضايا المهدية ينطلق من قالب الأدعية والزيارات له عليه السلام، فإننا نؤكد أيضاً أن لتلك الأدعية والزيارات خصوصياتها الغيبة في الثواب، وقضاء الحاجات وتحصيل مرضاة الله عزَّ وجل والنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليها السلام ونزول الخيرات والبركات ودفع البلايا والأمراض، كما أن لها مواقعها الجليلة والعظيمة في السير والسلوك وتزكية الباطن والترقي في مدارج الكمال، وقطع مراحل السير إليه سبحانه.
هل صدرت الأدعية والزيارات المهدية عن المعصومين عليها السلام أم هي من تأليف علمائنا المقدسين؟
قد أُثير الإشكال على صدور كثير من تلك الأدعية والزيارات من عند المعصومين عليها السلام ونسبت إلى المقدس السيد ابن طاووس رحمه الله لما وقع في ظاهر أسانيد بعضها الإرسال، وما قيل بأنها مذكورة في كتب ابن طاووس رحمه الله ولم نجدها في غيرها .. وقد عرف عنه رحمه الله أنه كان يؤلف الأدعية ويسجلها ويثبتها في كتبه الختصة في الأدعية والزيارات كما هو الموجود في كتابه الشريف «مهج الدعوات».
وقد عولج الإشكال بطريقين:
الطريق الأول:
لا ضرر من كون الأدعية والزيارات من تأليف بعض العلماء بعدما قرر في محله جواز تأليف الأدعية والزيارات وقراءتها لا بقصد الورود.
الطريق الثاني:
ردّ أصل الإشكال، والقول بضرس قاطع أن الأدعية المؤلفة من قِبَل السيد ابن طاووس رحمه الله أو غيره إن وجد ـ وبالطبع فإنه لم يعرف في طبقته ومَنْ قَبْله من نَهجَ منهجه في تأليف الأدعية والزيارات وكتب ما ألّفه في مضامين كتبه ومؤلفاته ـ قد صرّح هو نفسه بها بأنه ألّف ذلك الدعاء المخصوص كما هو واضح جلي ومصرّح به في كتب السيد (رضوان الله تعالى عليه) وأما باقي الأدعية التي لم يُصرّح أو يُلمح إلى كونها من تأليفه فإنما هي رواية له عن المعصومين عليها السلام بطرق وأسانيد، خصوصاً أننا نجد في بعضها صريح قوله (وروي)، وتكفي هذه العبارة على أن ما نقله كان ما بعدها رواية ولم يكن من تأليفه.
وربما يشاء البعض أن يعلق على هذه المسألة: بما أنه لا ضرر من العمل بالدعاء والزيارة إنشاءً، فما هو الداعي والمقتضي لهذا الإصرار بالبحث لتأكيد أنّ ما رواه المتقدمون ومتأخري متقدميهم بل ومتقدمي المتأخرين كان رواية ولم يكن إنشاء.
فيُجاب عليه بوجوه:
الوجه الأول:
إن قراءة المؤلَّف من غير المعصوم لا يدخله إلى دائرة المباح والمسموح والجواز بالمعنى الأخص.
وأما لو ثبت صدوره عن المعصوم عليه السلام فإنه سوف يرتضى به فيدخله ضمن دائرة المستحب أو المستحب المؤكد،ويترتب عليه ما رسم له من الثوب الأخروي والأثر الدنيوي، كما يلزم ـ ولو من باب إكمال العمل ـ أن يؤتى بما وظّف له من مقدمات وشروط كما هو المعهود في كثير من تلك الأدعية والزيارات حيث خصصت لها أوقاتاً معينة وشروطاً معروفة قد ذكرت متصلة بنفس الرواية، أو منفصلة عامة قد ذكرت مستقلة في الروايات التي تحدثت عن عموميات شروط الزيارات والأدعية وهي مذكورة تفصيلاً في مجالها من كتب المزار أو الأدعية، أو عمل اليوم والليلة.
والوجه الثاني:
إن الخط العام الذي حدّده أهل البيت عليها السلام في قراءة الأدعية والزيارات هو الالتزام بالرواية ووجودها، والبحث عنها في مصادرها في حال عدم وجودها، كما ترشد إليه عملية توظيفهم عليها السلام لنصوص الزيارات، والأدعية والأعمال، واهتمامهم عليها السلام أن لا يفوتوا مناسبة من دون أن يحددوا الدعاء المخصص بها أو الزيارة المحددة، أو الدعوة لشيعتهم للقيام بالوظائف العامة فيها ولو لما جاء في المطلقات والعمومات؛ مما يولِّد عند الفقيه رؤية التأكيد على ضرورة إتّباع هذا الخط العملي بالزيارة والدعاء وتضييق الخناق على دائرة استخدام التأليف والابتداع في الدعاء والزيارة وإن لم يقصد به الورود ولم ينسب إلى المعصوم عليه السلام (وأما مع قصد الورود أو نسبته إلى المعصوم عليه السلام مع العلم بعدم صدوره عنه عليه السلام فهو من أكبر الكبائر المحرَّمة الذي يستوجب فاعلها النار أعاذنا الله تعالى منها).
وهناك بعض النصوص المرشدة المؤيدة لهذه الحقيقة منها خبر عبد الرحيم البصير )الذي رواه الشيخ الكليني بسند صحيح في الكافي (الفروع): ج٣: ص٤٧٦: كتاب الصلاة عن علي بن إبراهيم، عن أ؛مد بن محمد بن أبي عبد الله، عن زياد القندي، عن عبد الرحيم القصير؛ وتوثيق القصير لوقوعه في أسانيد تفسير على بن إبراهيم، أو اعتباره لغيره من الوجوه كما ذكرناها في محلِّه من غير هذا البحث( قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جُعِلتَ فداك إنّي اخترعت دعاءاً.
قال: دعني من اختراعك؛ إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصلِّ ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... الخبر.
وأقلُّ ما يستفاد من قوله عليه السلام: (دعني من اختراعك .. ) النهي الإرشادي )إن صحّ في العبادات وإن كان خصوص المباحات منها، مع أن الأقوى عدم وجود النهي الإرشادي في العبادات، وكل ما ورد فيها فهي نواهٍ مولوية وإنَّ أخفّها وأدناها مرتبة الكراهية).
وهو أحد أنواع الرد غير المرغوب به عند المعصوم عليه السلام، وكيف لو استفاد منه الفقيه الرد ع المولوي وإن كان بمرتبته الدنيا يعني الكراهة؛ مما يمكن أن يتفرع منها من الجواز يختص فيما لا نصّ فيه جزماً بعد البحث، أو في المطلقات خاصة بحمل عمل القصير لقول الصادق عليه السلام (إذا نزل بك أمر فافزع ...) على حالات نزول الأمر، وهي مخصوصة لا مطلقة؛ فيبقى الدعاء المطلق على حالة من الإباحة إما أصلاً أو لوجود المطلقات الكثيرة الدَّالة عليه؛ فيكون جمعاً بين الأخبار.
الوجه الثالث:
لو كانت تلك الأدعية والزيارات من إنشاء غير المعصوم عليه السلام ومِنْ أيِّ كان من العلماء الإجلاء فإنها سوف لا تصلح كمادة بحث أولية لاستكشاف الرؤية الدينية؛ لأننا نفترض في النص المعصوم أنه يمتلك الدقة التامة في التعبير، وفيه قابلية أن يضع المعاني وراء الحروف والألفاظ مبا يفتح أمام الفقيه باباً واسعاً لقراءة ما وراء السطور وما بينها؛ بالإضافة إلى حقيقة كون النص المعصوم قادر على معرفة تلك الخصوصيات الغيبية، والسرية عن المهدية، والإمام المهدي عليه السلام بما هو عالم عن قرب ومطّلع على الواقع مباشرة على نحو الخبر والممارسة؛ بعكس ما لو افترضنا النَّص قد صدر عن غير المعصوم فإنه لا يخبر عن تلك القضايا الخارجية والشخصية إلا بنحو التحليل لنَّص آخر، أو قراءة لقرائن حالية أو مقالية لا تفيد في أحسن الصور أكثر من الظن أو الإحتمال، وبالطبع فكلما نحى الرأي الفقهي ـ ومن أي فقيه كان عاش في أي زمان متقدم، أو متقدم المتقدم ـ سيراً تحليلياً في رؤى فقهية فإنه سوف يكون في موقع أبعد عن واقع النص، بمقدار تجاوز حدود الخبر المنصوص إلى التحليل المفترض.
وعليه فسوف لا يصلح النص المؤلف من قِبل الفقهاء غير المعصومين ليكون أداة كاملة لإستنباط أو معرفة المجهول العقائدي أو التراثي إلا بمقدار ما يعتمده النص غير المعصوم من إستفادته الفعلية من نسّ معصوم اعتمده في تركيب دعائه أو زيارته.
وهذا يوصلنا إلى الباب الأول المغلق على ضرورة التعرف على النص الذي نقل منه، او عنه، وهل إنَّ ذلك النص ثابت سندياً أم يحتاج إلى علاجات سندية لإثباته؟
وهو يرجعنا إلى نفس النقطة التي بدأناها بضرورة أن تكون تلك الأدعية والزيارات قد رويت عن نفس المعصومين عليها السلام، ولا نستفيد الإستفادة التامة المطلوبة من تلك التي قد رويت عن غير المعصومين عليها السلام وإن كانوا من الفقهاء الأجلاء.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــــ
(١) من سورة الاسراء: من الآية ١٣.
(٢) كمال الدين: ج٢: ص٣٥٣: باب ٣٣: ح٥١. الغيبة: الطوسي: ص ١٦٨ـ١٦٩: الطبعة المحققة.