دعاء الإمام المهدي عليه السلام
في القنوت
اختيار السيد عماد الدين محمد حسن
ورد في مهج الدعوات/ ص ٩١ وفي البلد الأمين/ ص ٦٦٥ دعاء الإمام الحجة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه في قنوته، يقول:
(قُلِ) اللّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ، يا ماجِدُ يا جَوادُ، يا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا بَطّاشُ يا ذَا البَطْشِ الشَّديدِ، يا فَعّالاً لِما يُريدُ، يا ذَا القُوَّةِ المَتينِ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ، يا لَطيفُ يا حَيُّ حينَ لا حَيَّ.
أَسْأَلُكَ بِاسمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ، الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يطَّلِع عليه أحدٌ من خلقِكَ، وأسألُك باسمِكَ الذي تُصوِّرُ به خلقَكَ في الأرحامِ كيف تشاءُ، وبه تَسوقُ إليهم أرزاقَهُم في أطباقِ الظُّلُمات، من بينِ العُروقِ والعِظام، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ الّذي ألَّفْتَ به بَيْنَ قُلُوبِ أولِيائكَ، وألَّفْتَ بينَ الثَّلْجِ والنّار، لا هذا يُذيبُ هذا، ولا هذا يُطْفِئُ هذا.
وأَسْألُكَ بِاسمِكَ الذي كوَّنْتَ به طَعْمَ المِياه، وأسأَلُكَ بِاسمِكَ الذي أجرَيْتَ به الماءَ في عُرُوق النَّباتِ بَيْنَ أطباقِ الثَّرى، وسُقْتَ الماءَ إلى عروقِ الأشجارِ بَيْنَ الصَّخرَةِ الصَّمّاءِ، وأسأَلُكَ باسمِكَ الّذي كَوَّنْتَ به طَعْمَ الثِّمارِ وألوانَها.
وأسأَلُكَ باسمِكَ الذي بِهِ تُبْدِئُ وَتُعيدُ، وأسألُكَ باسمِكَ الفَرْدِ الواحدِ، المُتَفَرِّدِ بالوحدانِيَّةِ، المُتَوَحِّدِ بِالصَّمَدانِيَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي فَجَّرْتَ بِهِ الماءَ مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمّاء، وسُقتَه مِنْ حيثُ شِئْتَ.
وأسْأَلُكَ بِاسمِكَ الذي خَلَقْتَ به خَلْقَكَ، وَرَزَقْتَهُمْ كَيْفَ شِئْتَ وَكَيْفَ شاؤُوا، يا مَنْ لا تُغَيِّرُهُ الأَيّامُ وَاللَّيالي، أَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ نُوحٌ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَهْلَكْتَ قَوْمَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ إِبراهيمُ خَليلُكَ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَجَعَلْتَ النّارَ عَلَيْهِ بَرْداً وسلاماً، وَأَدعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ مُوسى كَليمُكَ حينَ ناداكَ فَفَلَقْتَ لَهُ البَحْرَ فَأنْجَيْتَهُ وَبَني إِسرائيلَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْيّمِّ.
وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عيسى رُوحُكَ حينَ ناداكَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ أَعْدائِهِ وَإلَيْكَ رَفَعْتَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ حَبيبُكَ وَصَفِيُّكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَمِنَ الْأَحْزابِ نَجَّيْتَهُ، وَعَلى أَعْدائِكَ نَصَرْتَهُ.
وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، يا مَنْ لا تُغَيِّرُهُ الْأَيّامُ وًَاللَّيالي، وَلا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَلا تَخْفى عَلَيْهِ اللُّغاتُ، وَلا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحّينَ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَصَلِّ على جَميعِ النَّبِيّينَ وَالمُرْسَلينَ، الَّذينَ بَلَّغوا عَنْكَ الهُدى، وَأَعْقَدُوا لَكَ المَواثيقَ بِالطّاعَةِ، وَصَلِّ عَلى عِبادِكَ الصّالِحينَ.
يا مَنْ لا يُخْلِفُ الميعادَ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، وَاجْمَعْ لي أصْحابي وَصَبِّرْهُمْ، وَانْصُرْني عَلى أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، وَلا تُخَيِّبْ دَعْوَتي، فَإِنّي عَبْدُكَ، اِبْنُ عَبْدِكَ، اِبْنُ أَمَتِكَ، أَسيرٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، سَيِّدي أَنْتَ الَّذي مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهذا المَقامِ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُنْجِزَ لي ما وَعَدْتَني، إِنَّكَ أَنْتَ الصّادِقُ وَلا تُخلِفُ الْميعادَ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ.(١)