قصائد مخطوطة مليك حباه الله بالنصر(١)
شعر: المرحوم الشيخ عبد الحسين الاعسم
بدا كهلال الفطرِ لاحَ لصائمِ زها بين عينيه جمالُ محمدٍ وتمّت به عليا عليّ وما حظت به حازَ هذا العالم الفخر بعدهم بقية من خرّت ملائكة السما وانشاهم الباري على أوج عرشه ليبعث منهم للنبيين خاتماً تدينُ له الأقدار ملقيةً إلى فيذهب عنّا سبّة العار بعدما تحابت ببشرته القلوبُ كما ارتوت وسيئت بها المستأمرون كما ارتزت دهتهم وهم في عرس غيّ فمذ وعَوا امام بَرى الله المكارم والعُلى يرى قبل لقياهُ الموالي حسرةً لمحنا سناه فاستطارت قلوبنا فلم نتمالَك أن تهاوَتْ وجوهنا وفضّت علينا فرحة الفوز باللقا فرّقَ لنا وانهلّ غيث انعطافه هنيئا لنا أهل الولاء قدوم مَن به تنجح الآمال في كل مطلب وتجمحُ فيه عزمةٌ نبوية مؤججة في كل يوم على العدى مليك حباه الله بالنصر فاغتدى يقيمُ حدود الله في الأرض مجهزاً ويُحيي موات العدل مِن بعدما انقضت وسلطان حق يركبُ الناس نهجه يحوط حمى الإسلام عن كل طارق تَطوّق طفلاً بالإمامة واكتسى فضائل لا تُحصى اكتفى مادحوه عن جلَتْ كدرة التشكيك فيه مناقبٌ وهدي كازهار الرياض تفتّقت خلائق آنسنا على صفحاتها وأبلج ميمون النقيبة أحرزت يرى فيه من يلقاه قبل سؤاله طليق المحيا تنجلي بجبينه ويستمطر العافون منه أناملاً همَتْ بأيادٍ لو تكلفت الورى سوابغ تولي كلّ دانٍ ونازحٍ وأروع مشهور المآثر لم يزل بدائع كم أعيى القيام بوصفها يطوّق بالجدوى البرايا فتغتدي وتبدي له الأسرار أدنى التفاتةٍ كأنّ له عيناً على كل صانعٍ يشقّ عليه أن يبلّ عدوّه وأصعبُ شيء عنده نومُ عينه منيع الحمى يحتلُّ منه من التجا وأغلبُ منصور اللواء تناذرت يذوبون رعباً إن وَعوا رجعَ صاهلٍ يجهّز للإفرنج فيلق نجدةٍ يسير الى أعدائه الرعب قبله كأن حراب السمر في نقع خيله كأن صفاح البيض فيه بوارقٌ سطا بسرايا لا يدعْنَ محاربا تبيدُ العدى لا الشاهر السيف دونها فلله من خاضت بهم لجج الوغى سطوا فسقوها علقمَ الجري فاعتدت فكم جزرت أسيافُها أسدَ الشرى ويغشى قلاعَ النصبِ يجري فجاجها كفته الوغى منّا كماةٌ تقاسموا وصار مُناهُم مذ نشوا أن يحكّموا حلفْنا به أن لا نراعي حرمةً أجِلْ في فجاجٍ الأرض عينَك هل ترى عفَتْ دَوْرَ موري زندها وهي غضّةٌ فديناك مُرْنا بالذي اخترتَ لا تجد قضى يتمنّى نصركَ العمر واجدا فأضرمْ بنا حربا شهرنَ لوشكها وصُكّ بنا أعداك نسمعك للضبا وأنعمك عينا في كفاحي بأخوةٍ تهاوى على الحرب العوان كما دنت تخال صفاح البارقات أمامها وتحجوا لدان السمر مشرعة لها سطت فتفانَتْ تحت أسيافها العدى |
محيّا إمام بالشريعة قائمِ ولاحَ على عرنينه مجدُ هاشمِ ه العشرة الأسباط من وُلدِ فاطم كما كان كلّ منهم فخرَ عالمِ سجوداً لمعنىً كان منهم بآدم تماثيل نور قبل خلق العوالم ُغاثُ بردءٍ للوصيين خاتم(٢) يديه مقاليد الذليل المسالم وسِمْنا بها بين العدى في المخاطم من العذب أكباد الظماء الحوائم برائحة الضاري رعاعُ البهائم بها ابدلَت أعراسهم بالمآتم له وبراه للعلى والمكارم باحشائه تكفيه جسَّ العلائمِ له اريحيّات الهوى المتقادم على لثمِ وجهي كفّه والبراجمِ(٣) ختام المآقي بالدموع السواجم علينا بأنواع الأيادي الجسائم نرى كل حين منه غرّة قادم وينتقم المظلوم من كلّ ظالمِ تقعقع أبوابَ الأمور العظائم ملاحمُ حتفٍ تلتقي بملاحم له الدهر فيما رام اطوعَ خادم على كلّ جبّار بأعظم قاصم مآتم هاتيك العظام الرجائم بامضى حسام للأباطيل حاسم ويحمي عُرى الإيمان من كل فاصمِ بُرودَ المعالي قبل خلع التمائم تفاصيل كليّاتها بالتراجم له عركت حُبْكُ السما بالمناسم بأيدي الحيا عنها جيوب الكمائم أشعةَ أخلاق النبي الكرائم له المجد أعراق الجدود الأكارم(٤) أغاثة ملهوف وثروة عادم عن القلب أكدار الهموم اللوازم تفيض على الراجي بخمس غمائم(٥) لها العدّ اعيَتْ راقما بعد راقم ندىً لم يدع طاميه ذكراً لحاتم(٦) يفوح شذى تذكارها في المواسم على ناثرٍ يثني عليها وناظم على بعضهم أطواقها كالاداهم يقضُّ بها ختمَ النفوس الكواتم قبيحاً وأذُناً عند كلّ مكالم غليل الصدى الاّ بسؤر العلاقم وفي الأرض منسوبٌ له غيرُ نائم اليه ذُرى الشمّ العواصي العواصمِ(٧) سطاه الاعادي في جميع الأقالم ويقضون نحباً إن رأوا لمعَ صارم يمدّ باملاك السماء الأعاظم فينقضُّ منهم مبرمات العزائم كواكب في قطع من الليل فاصم ألَقْنَ خلال العارض المتراكم سليماً ولا ينقضْنَ ذيل مسالم بناجٍ ولا المُلقي السلاحَ بسالم سوابح في موج الردى المتلاطم من الغيظ مفرات بلفظ الشكائم(٨) وعفَتْ قناها عن ضياء الصرائم نجيعاً ويعلى سورها بالجماجم كفاح اعاديه اقتسام الغنائم رقاقَ ضباهم في غلاظ الغلاصم لمن بدؤونا بانتهاك المحارم بها بقعةً لم تمتلئ بالمظالم(٩) شناشنُها معروفة من أخازم بنا غير ما في الحزم ماضي العزائم امامك طعم الموت اشهى المطاعم عزائم أفضى من شغار الصوارم بأعناقِهم تغريد ورق الحمائم تنسّت بهم أُمّي بلحم الفداغم نشاوى التصابي من حبيبٍ ملائم تفورُ شنيبات الّلمى والمباسم قدود نقيّات الخدود النواعم(١٠) كما نشّتِ الأوبار تحت المياسم |
الهوامش:
(١) أرسل إلينا الأستاذ الفاضل عبد الرزاق الأعسم هذه القصيدة مع سبع قصائد في الإمام المهدي عليه السلام لجده المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعسم لم تنشر سابقاً وكان قد حققها وشرحها وأعاد كتابتها لغرض طبعها، نشكر له هذه المساهمة.
(٢) المقصود بالشطر الثاني: هو الإمام علي عليه السلام. حيث قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى). والردء: المعين والناصر. قال تعالى: (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً) ٣٤/ القصص.
(٣) البراجم: مفردها البرجمة وهي: مفصل الاصبع.
(٤) النقيبة: المشورة. يقال (هو ميمون النقيبة). ونقيبة الرجل: سجيته وطبيعته.
(٥) في البيت كناية عن جود وكرم الإمام الحجة عليه السلام.
(٦) حاتم: أي حاتم الطائي المشهور بكرمه.
(٧) التجا: في الأصل: التجى.
(٨) لفظ، الشيء: رماه وألقاه. الشكيمة: حديدة معترضة في فم الفرس من اللجام.
(٩) أجِلْ: أجال عينه: أدارها.
(١٠) حجا: وقف.