فخر زماننا
المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعسم
أبيتُ وبين أضلاعي اشتياقٌ تنشَّبَ فيه بي داءٌ دفينُ
ولا يَشفيهِ غيرُ ظهورِ مولى تقَرُّ لنا بلقياهُ العيونُ
بقيةُ أولياء الله مَن قد زها بمديحهِ الذكرُ المبينُ
وفخرُ زماننا من تاه فخراً بخدمةِ جدّهِ الروحُ الأمينُ
وخاتمُ عترةِ الهادي حباهُ جميلَ علاه انزعُها البطينُ
بهِ قلْ ما تشا إلا علوّاً هوَتْ في لجِّ شُبهتهِ قرونُ
براهُ اللهُ مشتملاً على ما يزينٌ مبرءٌ مما يشينُ
فإن زان المديحُ سواهُ يوماً فما برحَ المديح به يزينُ
فيا طوبى لنا بوِلا إمام ولايتُهُ لنا درعٌ حصينُ
فذاك العروةُ الوثقى لمن لم يوالِ سواهُ والحبلُ المتينُ
وذاك غياث لهفتِنا المرجّى ونصرُ اللهِ والفتحُ المبينُ
فكم هطلت علينا من نداهُ سحائبُ دونها الغيثُ الهتونُ
فسحقاً للأُولى والُوا سواه وظنوا أن ذا ورمٌ سمينُ
***
فمن ذا يبلغُ الأعداءَ عنّي مقالةَ ربِّ صدقٍ لا يمينُ
أتاكم ويلكم من لا تقيكم سوابغُ من ضُباه ولا حصونُ
فأين مفرّكم إن سلّ عضباً بواركم بشفرتهِ كمينُ
وشنَّ عليكم شعواء ضاقت سهولُ الأرضِ منها والحزونُ
تثيرُ على معاقلكم عجاجاً تنوء بعبئه الحربُ الزبونُ
لعبتم برهةً بالعزِّ حتى أديل عليكم الخزيُ المهينُ
أهانَ اللهُ من أكرمتموهُ وأكرمَ من بجورِكم أهينوا
***
إلى ابن العسكريّ أبثُّ شكوى زمانُ ما صحا لي منه حينُ
فكن لي يا إمامَ العصرِ عوناً عليه حيثُ أعوزني المعينُ
ومُنَّ بلفتةٍ لي منك يبرى بها المضنى ويبتهجُ الحزينُ
بنفسي منْ تحنُ إليه نفسي وإن لم يشفِ غلتَها الحنينُ
أعللُها بنُصرتهِ ومن لي بأن أحضى بنصرته ضمينُ
نَدبتُ لمنيتي مولىً لديهِ بلوغُ منايَ أيسرُ ما يكونُ
وأمّلتُ النجاةَ به بيومٍ تخيبُ بغيرِهِ فيه الظنونُ
***