شمسٌ من وراء السحاب
نورس صاحب مهدي كبة- طالبة في معهد الزهراء عليها السلام
من المؤكد بأن هذا العالم يزهو بما فيه من تقنية وتطور وتقدم علمي في مجالات كثيرة، إلاّ أنه ـ مع ذلك ـ لم يصل من خلال تصارع الحضارات والتجارب التي مرت بالدول الكبرى التي تتشدّق بأنها راعية السلام في العالم من خلال اللافتات التي ترفعها بالمطالبة بحقوق الإنسان والمساواة والعدل ومكافحة الارهاب، لم يصل إلى حقيقة معنى الإنسانية والعدل، فقد وقعت الكثير من الدول المستضعفة تحت وطأة الظلم والاستبداد من خلال دخول الدول الكبرى إلى بلادها وإهلاكها الحرث والنسل بدعوى إحلال السلام والقضاء على الإرهاب، فترى الدول الإسلامية،بل غير الإسلامية المستضعفة تئنّ تحت قبضة الدول التي ترفع هذه الشعارات البرّاقة ظاهراً العفنة باطناً.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: متى يحل الإسلام والسلام محل الكفر والاستبداد، ويكون العالم كما يعبّرون (قرية واحدة) يحلّ بها الإسلام والسلام والعدل والحرية (وتتحقّق دولة العدل الالهي الموعودة على يد القائم من آل محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً) وتتنفّس الدول المستضعفة الصعداء، فيأتي الجواب من القرآن الكريم في قوله تعالى: (لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ).
فلسان حال الحجّة ابن الحسن عليه السلام المصلح العالمي يصرخ بالمؤمنين: (أعينونا بورعٍ واجتهاد) ـ لكننا نحجب أنفسنا ونصمّ أسماعنا عن هذا النداء المُعجّل للظهور وتحقّق هذه الدولة المُنتظرة العالمية الموعودة، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) والإنتظار هنا لا يعني الركون والجلوس وتقبّل الظلم، بل يعني التمهيد من خلال إعلاء كلمة الحق عن طريق اللسان والسيف وغيرها، لكي نكون بقدر المسؤولية التي أُنيطت بنا من قِبل أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) لنشارك في إعداد الأرضيّة الممهّدة لظهوره صلوات الله عليه.
اللهّم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريّته وأمّته وجميع رعيّته ما تقرّ به عينه وتسرّ به نفسه، وتجمع له مُلك البلاد كلّها قريبها وبعيدها وعزيزها وذليلها حتى تُجري حُكمهُ على كلّ حُكم ويغلب بحقّه كلّ باطل.
اللهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى والمحجّة العظمى والطريقة الوسطى التي يرجع اليها الغالي ويلحق بها التالي، برحمتك يا أرحم الراحمين.