كوكب السعد
الشاعر المرحوم: محمد صالح جعفر الظالمي(١)
على أفق سامرا بدا كوكبُ السعْدِ
ينيرُ الدجى من طلعةِ القائم المهدي
هو ابن رسول الله وهو وصيّهُ
ووارثه في الحكم والعلم والزهدِ
هو (ابن علي الطهر من آل هاشمٍ)
وأكرمِ حيٍّ من بني شيبةِ الحمدِ
به قد نجا في الفلك نوحٌ وبدِّلت
على حبّهِ نارُ الخليلِ الى بردِ
لقد فاقَ موسى حيثُ غُيّبَ حملُه
ولولاه عيسى ما تكلَّم في المهدِ
به بشّرت آيات ربِك جهرةً
بسورةِ صاد ثم في الحجِ والرعد
وقال رسولُ الله والحق قوله
هنيئاً لقوم يثبتون على العهد
ومن مات لم يعرف إمام زمانه
يمتْ جاهلياً في ضلالٍ وفي جحد
سيملؤها عدلاً وقِسطاً بحُكمهِ
كما مُلئت بالظلمِ والجورِ والحقد
وينشُر أبرادَ السعادةِ بعدما
يحقّقُ شرعَ اللهِ بالصارمِ الهندي
فقم نتعاطى من كؤوس ولائهم
ألذّ من الماذي وأحلى من الشهدِ
* * *
فديناك طالَ الانتظارُ ولم نجدْ
بطلعتك الغرّاءِ إطلالةَ الوعد
متى تشرقُ الدنيا بفجرِك أبلجاً
وتستلُّ سيفاً ضجّ من صدأ الغمدِ
تُجدّدُ دينَ الله بعد ضياعهِ
وتحكمُ بالقرآنِ في الحلِّ والعقد
فديناك أَدركْ أمةً عافَ جيلُها
شريعةَ خيرِ المرسلين على عمدِ
نست ربَّها والدينَ والعقلَ أمةٌ
فما ميّزت بين المهازلِ والجِدّ
* * *
إمامَ الهدى إنّا ندبناك منقذاً
يخلّص أيدي المسلمين من القَيد
ويُلبسهم ثوباً من العزّ سابغاً
ويبنى لهم صرحاً من العدل والمجد
فقد سامنا الأعداءُ خَسفاً ولم نجد
سواك لدينِ اللهِ من ثائرٍ صلد
وأمّتنا أضحْت فريسةَ ناهزٍ
لكلِّ طويلِ النابِ أو أسدٍ وغدِ
لجأنا إلى الأعداء نطلبُ رِفدهم
مبادئ كفرٍ ذلَّ ذلك من رِفد
فهيّا الزموا نهج الولاء لحيدرٍ
فهيهات يبني المَجد غيرُ الفتى الجلدِ
الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــ
(١) ولد الشاعر المرحوم محمد صالح جعفر الشيخ رحوم الظالمي في النجف عام ١٩٤٢م واكمل دراسة الابتدائية والثانوية فيها وتخرج من كلية الفقه عام ١٩٧٠ ومارس التدريس وتوفي بمرض القلب عام ١٩٩٢ وهو شاعر إسلامي.