مناجاة لصاحب العصر والزمان عليه السلام
تحت قبة الزمان
شعر: الاستاذ غني العمار ـ الكوت
القيت في مهرجان الشعر الأول في الإمام المنتظر عليه السلام في ١٢ شعبان ١٤٢٦هـ
أحرَقتُ أضرِحتي وجئتُ إلى ترابِكَ مُعلنا
أنا مَحضُ طينٍ جاسَ نهرَ حشاشتي فتوطَّنا
أنا عِندَ قَبوك تائبٌ شدَّ الرِحال إلى الفنا
أنا مِن مقابرَ ضاعَ شاهدُها فصارتْ ألسُنا
أنا دَمعُ قافلةٍ على راياتِها كُتِب الضَّنا
فوقفتُ مِلء منيّتي بيدَيكَ ألتمس المُنى
ولقد رأيتُ الظُلمَ فوق أصابعي متغضّنا
مُذْ كُنتُ طفلاً كان وجه أبي يُحدّث حزنَنَا
ومِن السقيفةِ هدّموا بيتاً لهُ خَشَع السَّنا
مُذ أن رأتْ عيني كتابَ الله يُرفَعُ بالقنا
وعِيالُه هُزُلٌ على هُزلٍ، وشِمرٌ ظاعِنا
أدركتُ في سِرِّ الظهور تعلّقي، مُتيقّنا
لا زِلتُ أحلمُ سَيّدي بكَ منقذاً لنفوسنا
لا زلتُ أُدرِكُ أن خطوك هاهُنا.. بل هاهُنا
سيجيئُ، قالَ أبي وأُمي والفراتُ ونخلُنا
ليَشدَّ قلبَ المؤمنين، يُتمَّ أمراً بيّنا
فعلى يديهِ مثابُنا وعلى يديهِ خلاصُنا
ولضوءِ غرّته المهيبةِ خُشّعاً تقفُ الدُّنا
يا حكمةً ألقى بها (يحيى) إليك تيمُّنا
ليتمّها عيسى، وراءك قائماً ومؤذّنا
يا دورةَ الأرضِ الطويتَ جناحَها لكَ مَسكنا
يا وارثَ السيفِ العليِّ، وقد تملمَلَ ساكنا
ليهدّ خيبرَ، ذي خيابرهم تَقرّش بيننا
فهناكَ يُُذبحُ أهلنا، وهُنا يُقَدُّ قميصُنا
ورُحىً تدوسُ كبودنا، لتلو كَها (هندُ) الخَنا
وبكلِ يومٍ يُسقطون لآلِ أحمَد (مُحسِنا)
فهنا على جسر الرصافةِ أنّةٌ لصغيرنا
وعباءةٌٌ من خَلِفُ شبّاكِ (الحبيس) تدلُّنا
يا كربلاءاتِ الزمانِ صَداكِ وَقْفَ شِفاهنا
يا سيّدي، وفِداك روحي أَجدَبَتْ (كوفانُنا)
ومشى إلى بلدي البلاءُ، وقمّطتهُ أكفُّنا
فعلى يَديكَ خلاصُنا، وبكَ استقامةُ أمرِنا