باحث فرنسي يذكر الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف
نشرت المجلة في عددها المذكور أعلاه بحثاً للكاتب والباحث الفرنسي الدكتور جوزيف عنوانه (الشيعة وترقياتها المحيّرة للعقول) تكلم فيه عن المزايا التي يختلف فيها مذهب الشيعة الإمامية عن باقي المذاهب الإسلامية، وتنبأ بانتشار هذا المذهب في بلدان العالم، وكتب في نهاية الموضوع بحثاً عن الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف آثرنا ايراده كما أورده:
ومن جملة المسائل المهمة السياسية الموجبة لأمل فرقة الشيعة وفلاحها هو الاعتقاد بوجود المهدي عجل الله فرجه الشريف(١) وانتظار ظهوره على وجه لم يمسِ احد منهم الا ويأمل ظهور المهدي عند الصبح، وهم يعتقدون ان جميع الدول والملل يكونون عند ظهور المهدي من التابعين لهم، ويغلب على الظن ان كل فرد من افراد الشيعة سلطانها وفقيرها رجالها ونسائها إذا أمسى عليه الليل ينام بأمل ان يصبح وقد اذعنت له الملل وفاز بكل ترقى، ويعتقدون في المجتهدين انهم نواب المهدي ومما لا يخفى على أرباب البصيرة ان هذه العقيدة الشائعة في كل فرد من أفراد هذه الملة الكبرى اذا رسخت في ذهنه لابد وأن تمهد لهم الأسباب الطبيعية في يوم من الأيام.
اليأس والحرمان سبب كل بلاء وذل، بخلاف الأمل وقوة القلب عن اعتقاد جازم الذي هو في حكم الأمور الطبيعية فإنه سبب الفلاح والنجاة، وبما أن العقائد المذهبية الشرقية ستأثر أثرها الكامل بعد قرنين يمكن القول بأن فرقة الشيعة مع هذه الجمعية والأسباب الطبيعية ودواعي الترقي العارضية يكون لها الحظ الأوفر من الترقي في هذه المدة ويصبحون في مقدمة الأمم من حيث العدد والقوة والقدرة وبعد زوال الاعتقادات المذهبية فهذه الفرقة لها قوة كافية في حفظ شوكتها وقوتها واقتدارها وسلطتها مع قطع النظر عما وراء الطبيعة والقوى العارضية المذهبية.
الهوامش:
ــــــــــــــــــــ
(١) الاعتقاد بالمهدي وانه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً لا يختص بالشيعة غير أنهم يقولون بولادته وانه الثاني عشر من الأئمة وغيرهم من المسلمين مختلفون في ولادته.