الخطاب الإسلامي الناضج.. مسؤولية مَنْ؟
هل حقق الخطاب الديني للقضية المهدوية تقدمه المنشود في مجال صياغة المفردة الثقافية الواعية للمساهمة في تنظير القضية المهدوية، أم بقي في قولبته الروائية دون أن يتعدى حدود النص؟!
وهل ساهم هذا الخطاب في إيجاد رؤيةٍ واضحة المعالم لتساهم في التعاطي مع هذه القضية الحيوية، أم بقيت تعاني الجمود على النص لتقدمه نصاً تتلاعب فيه أهواء أولئك الذين راقت لهم هذه القضية بكل معطياتها ليصادروها دعاوى لا تتلائم مع واقعها الحقيقي فيوقعون البسطاء في شباك الدجل وشِراك التحايل، وحبائل المكر والخديعة.
من المسؤول عن بقاء الخطاب الديني المهدوي مهمشاً أو مصادراً لأغراضٍ شخصية؟
هل هو عدم إيجاد الآلية في صياغة المفردة الثقافية الناضجة لتكوين العقل الإسلامي المهدوي؟ أم هي القاعدة التي أغفلت ارتباطها بذوي الشأن لإيقافها على مجمل تكاليفها حيال قضية الإمام المهدي؟ هل سنحسن الظن بغفلة هذه القواعد العاشقة للامام لترتمي في أحضان الآخرين؟ مَنْ المسؤول، القواعد أم النخب؟ القواعد المتحررة أم النخب اللامبالية أم مَنْ؟
المحقق للتاريخ الاسلامي لا ينسى محاولات تزييف القضية المهدوية حين حوصرت بدعاوى الأمويين بعد ان وضعوا أحاديث تشيد بشخصية عمر بن عبد العزيز وعدالته ـ وإن كنا نتحفظ على ذلك، وقد أوردنا مناقشاتنا في بحوث سابقة ـ ولم ينته الأمر إلى هذا الحد حتى وصف عمر بن عبد العزيز بأنه المهدي، ولم تقف هذه الدعاوى حتى أجج العباسيون دعاوى المهدوية حين ادعى المنصور العباسي أن ولده محمداً هو المهدي، ولقّبه بذلك، وهكذا تتعرض القضية المهدوية إلى هزاتٍ عنيفة بين دعاوى الانتحال ومحاولات التكذيب، الا أنها تبقى صامدةً بالرغم من تحديات الزمن حتى تتحقق رسالة العدل والسلام.. إلا أننا نسأل مرّةً أخرى، مَنْ المسؤول عن مصادرة الخطاب المهدوي واستغلاله.. القواعد المتمردة أم النخب اللامبالية.. أم مسؤولية مَنْ؟!
محمد علي الحلو