سبل السلام
ثمت ظاهرة تلوح في الأفق وتتردد على ألسنة البعض، بل لعل البعض قد استولت عليه هواجسها وتداعياتها... هذه الظاهرة هي ظاهرة العنف والانتقام التي سيجعلها الإمام المهدي عليه السلام محوراً لتحركاته.. ففي بعض البحوث التي تناولت قضية الإمـام عـلـيـه السلام تعهدت بالتركيز على سياسة الإمام عليه السلام في تعاطيه مع الأحداث وأن ظاهرة السيف هي التي ستظهر على مجمل تحركات الإمام، وبهذا فإن القضية ستأخذ في أذهان البعض مأخذاً يتراءى لهم أن هدف الإمام ما هو الا حركة يقصد منها الانتقام والبطش بأعدائه.. الا أن أدنى تأملٍ نقرؤه في مسيرة الإمام نجد أن حركته تنطلقُ من منطلقٍ سلمي أي أن محور الأحداث تدور حول محاولاته عليه السلام في اقناع الناس ومحاوراتهم بما ينسجمُ وصيغ التفاهم وإلقاء الحجة، ولم يكن من شأن حركة الاصلاح أن تتقدم بصيغ العنف، ما لم يكن للحوار شأنٌ في تقديم رؤيتها حول مجمل الأحداث التي تأمل في اصلاحها.. إن سيرة العنف لا تنسجم مع ما يصبو إليه الإمام في حركته الإصلاحية، وما يتعارف عليه بعضهم من أن حركة الإمام هي حركة السيف ليس دقيقاً، نعم؛ إن ما تقتضيه حالات المواجهة والتصدي من بعض جيوب الإرهاب أو من جماعات الرفض لحركة الإمام الإصلاحية يتطلب من الإمام أن يجابه هذه التمردات بعد حواره معها وطلبه منها أن لا تتعرض إليه بقوة العنف والتنكيل، وإلا سيجابهها بالعنف كذلك، وهو الرد المناسب لهذه التمردات، في حين تجد أن التركيز على الحركة المهدوية في كتابات البعض بأنها حركة الانتقام لاغيةً معها جميع ما ورد من روايات من أن الإمام لا يأتي إلا لغرض الإصلاح وبسط العدل والسلام، في حين يتم ترويج مفهوم الرعب في حركته عليه السلام وبما لا ينسجم والرؤية العامة لمجمل حركة الإمام عليه السلام ، من هنا نعرف أن الغرض من إثارة هذه الرؤية من قبل البعض يجعل تطلعات الأمل لاغيةً في ظلِ هذه التوقعات، كما أننا لا ننسى أن رؤية أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم تهدف إلى الحوار في تعاطيها مع الأحداث لأنهم سبل السلام.
السيد محمد علي الحلو
رئيس التحرير