الإفتتاحية
منحيان في ترشيد الخطاب
ترشيد الخطاب هل هو حالة واقعية تتطلبها مرحلة ثقافتنا المعاصرة؟. أم هي حالة إلقاء تبعات التعثر في التلقي الصحيح والتعاطي الناضج مع هذه الثقافة؟ وبعبارة أخرى نجد أن (الصيحات) الإصلاحية في مسألة التثقيف المهدوي تنقسم بين الإفراط والتفريط، فالبعض يوعز أن ما يحدث من ردود أفعال غير منضبطة حيال قضية الإمام عليه السلام هي بسبب حالات التداول للقضية المهدوية في المحافل العامة والخاصة مما يأخذ بهذه القضية إلى متاهات الطيش عند البعض، واستغلال العاطفة عند الآخرين، مما يعكس تداعيات غير محمودة على الواقع العملي، بل وحتى النظري كذلك، وبين من يجد أن القضية المهدوية مهملة بل وحتى مهمشة ولا يتعاطى معها إلا على أساس ثانوي دون أن يولى لها أهمية تتناسب وشأنها.
ويبدو أن المنحى الثاني هو الأوفق مع حقيقة التعاطي الثقافي الذي أهمل في واقعه القضية المهدوية حتى آلت إلى ثقافة مهمشة لا تجد لها مكاناً في بحوثنا العلمية أو منتدياتنا الثقافية، ولا ننكر هنا ما يقدمه مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام من أهمية يوليها في هذا الشأن بين نشره للكتب والدوريات أو إقامة الندوات والمحاضرات، إلا أن ذلك لا يعني أننا تكاملنا في الخطاب المهدوي بقدر ما هي إحدى الحالات الممكنة التي تقدم في هذه المسيرة الثقافية.
إننا نناشد جميع المحافل الثقافية والتوجهات الإصلاحية وكل ما من شأنه أن يقدم الخطاب الديني على أنه هو الخطاب الناضج من فضائيات إعلامية أو صحف يومية أو دوريات علمية، وما إلى ذلك من آليات خطابية تشارك في تقديم الرؤية الناضجة والرشيدة للثقافة المهدوية، وبهذا سنضمن مجتمعاً ناضجاً يتعاطى مع رؤية طموحة تتناسب وحجم هذه القضية المهدوية، فإنها الأمانة الملقاة على عاتق الجميع، فهل أدّينا الأمانة حقّ أدائها؟ أم أننا نخشى أن نكون محاسبين في تفريطنا وتجاهلنا؟.
رئيس التحرير
السيد محمد علي الحلو