كنز من الضوء
الشاعر الأستاذ المرحوم: أبو أمل الربيعي ١٩٨٠
كنزٌ من الضوءِ منه العينُ تغترفُ |
|
ومنهلٌ منه أصلُ العزِ يرتشفُ |
الأفقُ متّشحٌ من نورهِ حُلَلاً |
|
أوانَ أيقنَ أنَ الليلَ منصرف |
لم يبقَ ثغرٌ عن الإنشادِ منشغلاً |
|
وكلُ غمٍ بهذا اليومِ منكشف |
قد أدركَ المسلمُ الشيعيُ عِزته |
|
بمن له من رموزِ الظلمِ ينتصف |
من ظنّ روضةَ طه جفّ مصدرها |
|
فإنما جنيها لا زالَ يُقتطف |
آلاءُ فاطمةَ الزهراء ما نضبت |
|
ولا معينُ الذي تزهو به النجف |
يبقى بشبلهما المهديّ نهجهما |
|
ديناً به أنفسُ الأبرار تأتلف |
|
* * |
|
يا حجةَ اللهِ في ميلادِك اكتملت |
|
سلالةُ المصطفى الهادي ومن سلفوا |
لآلئٌ أهلُ هذا البيت مذ خلقوا |
|
والناسُ من جنسهم لكنهم صدفُ |
ولدتَ يا بهجةَ الدنيا وكوكبها |
|
ليولدَ العزُ للإنسانِ والشرف |
وكلُ مستضعفٍ في الأرضِ عن ثقةٍ |
|
بأنك المنقذُ الموعودُ يعترف |
الناسُ قد سئموا من ظلمِ قادتهم |
|
وكلُهم ضدّ أهل الشرِّ قد هتفوا |
إمامُهم أنتَ لا مولى سواكَ لهم |
|
ولا يُنالُ بغيرِ القائدِ الهدفُ |
أسماءُ شتى بها نادوك منقذهم |
|
فالقصدُ أنت وإنْ في إسمك اختلفوا |
الأرضُ بالظلم يا مولايَ قد ملئت |
|
فليتها بالطغاةِ اليومَ تنخسف |
والمرءُ من فرطِ ما قاساه من شغفٍ |
|
فإنه اليومَ بالإرزاءِ يلتحفُ |
خَرّت إلى ظلك القدسيّ لاجئةً |
|
نفوسُ من قدرَ أهلِ البيت قد عرفوا |
ذنوبُهم أنهم ذابوا بمنهجكم |
|
إن كان ذنباً فهذا نعم ما اقترفوا |
يا كاشفَ الكربِ والدنيا بقبضته |
|
متى الكروبُ عن الشيعيّ تنكشف |
بقيةُ الله لولا أن لي أملاً |
|
بقربِ وعدك إني كدتُ أنحرف |
جرحُ الكرامةِ لولا أنت مسعفهُ |
|
لكادَ يقضي عليّ الذلُ والأسف |
إنّا لمن معشرٍ ضاقَ الوجودُ بهم |
|
مأساتهم فوقَ ما قالوا وما وصفوا |
فلنحتملْ في سبيلِ الحقِ كلَ أذىً |
|
لابد بالنورِ يوماً تنجلي السدفُ |
فالسائرون إلى العلياءِ ما وصلوا |
|
إذا همُ في ضلالِ الدربِ قد وقفوا |