النائب الأول عثمان بن سعيد العمري
من البحوث المقدمة الى المؤتمر الفكري الأول في الإمام المهدي عليه السلام الذي عقده مركز الدراسات التخصصية في مدينة النجف الاشرف في ٢٠/٧/٢٠٠٧.
الباحثة ندى سهيل عبد محمد الحسيني
اسمه ونسبه وكنيته:
هو عثمان بن سعيد _بفتح السين_ وهو أسدي النسب، يقال: الأسدي، لأنه ينتمي إلى قبيلة بني أسد.
ونُسب إلى جدّه فقيل العمري _بفتح العين، وسكون الميم، وكسر الراء المهملة. وقد اختلف في تسميته بالعَمري على أقوال:
الأول: قيل كان أسدياً وإنما سُمي بالعمري لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله، قال أبو نصر: (كان أسدياً فنُسب إلى جده فقيل العمري).
الثاني: قيل إن أبا محمد العسكري عليه السلام قال: لا يجمع على امرئ بين (عثمان) و(أبي عمرو)، وأمر بكسر كنيته فقيل العَمري.
الثالث: يقال: لأنه يُنسب من قبل الأم إلى عمر الأطرف، فقيل له: العَمري.
الرابع: يقال إنه من أولاد عمار بن ياسر صاحب أمير المؤمنين علي عليه السلام والشهيد بصفين، على ما أورده السيد حسن الصدر (ت/ ١٣٥٤هــ) يقول: (الشيخ عثمان بن سعيد العَمري من أولاد عمار بن ياسر).
وعلى ما أورده الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت/ ١٣٨٩هــ) حيث قال: (إن الشيخ أبو نصر هبة الله بن أحمد الكاتب كان يذكر أن أمه أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العَمري من ولد عمار بن ياسر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام وأحد الأركان الأربعة الذين لم يرتدوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). ويبدوا أن هذا القول من أسباب تسميته بالعَمري أيضاً.
ويرى البحث أن القول الرابع في أنه من أولاد عمار بن ياسر هو من أرجح الأقوال أما كنيته فهي أبو عمرو، وأبو محمد.
لقبه:
١_ العسكري: لأنه كان يسكن العسكر (سر من رأى) سامراء.
٢_ السمّان: لأنه كان يتّجر في السمن تغطية على الأمر، وكان الشيعة إذا حملوا إلى أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الأموال أنفذوا إلى أبي عمرو فيجعله في جراب السمن وزقاقه، ويحمله إلى أبي محمد عليه السلام تقية وخوفاً.
٣_ الزيّات: لنفس العلة المتقدمة.
ولادته وتشرفه بخدمة الأئمة:
لم يرد في المصادر التاريخية تحديد تاريخ معروف لولادة الشيخ العمري، وإنما يرد اسمه أول ما يرد كبوّاب في خدمة الإمام الهادي عليه السلام يوم كان غلاماً في الحادية عشر من عمره.
قال الشيخ الطوسي (ت/ ٤٦٠هــ): (خدمه عليه السلام وله إحدى عشرة سنة، وله إليه عهد معروف).
وقال ابن داود (الموفى بعد سنة ٧٠٧هــ): (خدم الهادي عليه السلام وله إحدى عشرة سنة وله إليه عهد معروف).
غير أن ابن شهر آشوب (ت/ ٥٨٨هــ): ذكر أنه كان باباً لأبي جعفر محمد بن علي التقي عليه السلام.
ومثل ذلك العلامة الحلي (ت/ ٧٢٦هــ) فقد عدّه من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام، حيث قال: (من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السلام خدمه وله إحدى عشرة سنة، وله إليه عهد معروف).
بينما يرى الشيخ أبو علي الحائري (ت/ ١٢١٦هــ)، والشيخ عبد الله المامقاني (ت/ ١٣١٥هــ) أن العلامة الحلي قد وقع في اشتباه عظيم عندما عدّ العمري من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام، وهذا الاشتباه نشأ من الاستعجال في التصنيف، أو لعلة سهو من قلمه رحمه الله، لأنك قد رأيت تصريح الشيخ الطوسي: أنه خدم الهادي عليه السلام وله إحدى عشرة سنة، فكيف يعقل أن يكون من أصحاب أبي جعفر الجواد عليه السلام، ومنشأ اشتباهه رحمه الله جعله إياه خادماً للجواد عليه السلام وقد كان حق التعبير إبدال أبي جعفر بأبي الحسن عليه السلام.
وعلى هذا يكون الشيخ العمري قد ابتدأ أمره وكيلاً خاصاً بالإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام، وبقي في خدمة الإمام الهادي عليه السلام طوال حياته، وعندما التحق الإمام الهادي عليه السلام بقافلة الأنبياء والمرسلين والأئمة عليهم السلام عام (٢٥٤هــ)، انتقل عثمان إلى خدمة ابنه الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام.
فكان وكيله العام في تدبير الأمور والشؤون الدينية للطائفة من قبض الحقوق، وتسليم الوجوه الشرعية، والصدقات، واستلام الكتب وإيصالها، وغير ذلك.
بل يظهر أنه كان الوكيل لخزانة الإمام عليه السلام، إذ كان هناك وكلاء آخرون في الولايات والنواحي، كل يعمل حسب توكيله في منطقته، ولو أرادوا إرسال الأموال إلى الإمام عليه السلام فإنهم يرسلونها إلى أبي عمرو السمان، فهو وساطتهم إلى الإمام عليه السلام.
وهذا ما جاء في توقيع خرج من الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري وهو توقيع طويل فيه شرح وتفصيل، أورده الكشي (ت/ ٣٤٠هــ)، في رجاله، والذي يهمّنا منه ما جاء في آخره من قوله عليه السلام:
((والحمد لله فما بعد الحق إلاّ الضلال فلا تخرجن من البلد حتى تلقى العَمري رضي الله عنه برضائي عنه فتسلّم عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف القريب منّا وإلينا، فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فإليه يصير آخر أمره، ليوصل ذلك إلينا، والحمد لله كثيراً)).
وحين يلبّي الإمام الحسن العسكري عليه السلام نداء ربه ويلتحق بأبيه وجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام (٢٦٠هــ)، يتولى عثمان بن سعيد العمري جثمانه عليه السلام، فقد روى الشيخ الطوسي عن أبي نصر هبة الله بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري رحمه الله _عن شيوخه أنه لمّا مات الحسن بن علي عليه السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه _ وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه وتقبيره، مأموراً بذلك للظاهر من الحال التي لا يمكن جحدها ولا دفعها إلاّ بدفع حقائق الأشياء في ظواهرها.
ومن خلال التدقيق في الرواية يتّضح أن عبارة الشيخ الطوسي بأن العمري رضي الله عنه كان مأموراً بذلك، ناظراً إلى أمر التكفين والتحنيط والدفن فقط،وليس الغسل في ضمنها، فالمقطع الأول من الرواية يشير بوضوح إلى أنه حضر غسله عليه السلام بمعنى أن الإمام المهدي عليه السلام هو من باشر غسله بحضور العَمري، كما أقام عليه الصلاة، لأن الإمام لا يغسله ولا يصلي عليه إلاّ الإمام.
ثم عطف بالواو جملة ثانية بأنه تولى أمره أي قام العَمري رضي الله عنه هو مباشرة بتكفين الامام وتحنيطه ودفنه مأمورا بذلك.
أما المقطع الأخير من الرواية فيشير الى اختفاء (غيبة) الامام المهدي عليه السلام.
وعلى الرغم من اختفائه فإنه عليه السلام لم يتخلف عن مباشرة تغسيله، وإقامة الصلاة عليه، وهذا ما أشار إليه السيد محمد محمّد صادق الصدر (ت/ ١٤١٩هــ) في كتابه تاريخ الغيبة الصغرى.
وبهذا فقد حظي العَمري بشرف تكفين الامام العسكري عليه السلام وتحنيطه وإقباره، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جلالة قدره وعظيم منزلته.
ثم حظي بشرف عظيم آخر ليصبح من ذلك الحين وكيلاً خاصاً بالإمام المهدي عليه السلام وبنص من الامام العسكري عليه السلام.
وعليه، فهو النائب الأول للإمام المهدي عليه السلام، وبهذا يكون رضي الله عنه قد واكب ثلاثة من الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وتشرف بخدمتهم طوال حياته الشريفة، أي منذ كان ابن إحدى عشرة سنة حتى توفاه الله.
أولاد عثمان بن سعيد العَمري:
له من الأولاد: محمد وهو النائب الثاني، وأحمد.
وثاقته:
كان عثمان بن سعيد العمري ثقة، جليل القدر وصفه شيخ الطائفة رحمه الله بأنه: جليل القدر، ثقة.
وقال عنه: (هو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري).
فهو من أفاضل علماء الشيعة الإمامية، ومن ثقات المحدثين، عُرف بحسن السيرة والعدالة والأمانة، مع جلالة القدر وعظيم المنزلة، حسبما نصّت عليه جميع مصادر التراجم، وكان ممدوحاً، وموضع اعتماد الأئمة عليهم السلام.
وهناك توقيعات عديدة صدرت عن الامامين العسكريين عليهما السلام بحق أبي عمرو، كلها تصفه بالوثاقة والأمانة والعدالة.
وإليك هذه النصوص في توثيقه:
١_ روي عن أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: (دخلت على أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام في يوم من الأيام فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت، فقولُ من نقبل وأمر من نمتثل؟ فقال لي عليه السلام: هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ما قاله لكم فعني يقوله، وما أداه إليكم فعني يؤديه.
فلما مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت الى أبي محمد ابنه الحسن العسكري عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لأبيه، فقال لي: هذا ابو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات، فما قاله لكم فعني يقوله، وما أدى إليكم فعني يؤديه).
حتى اشتهر حاله وجلالة شأنه بين الشعب الموالي. قال أبو العباس الحميري: (فكنا كثيراً ما نتذكر هذا القول، يعني مدح الامام العسكري عليه السلام له، ونتواصف جلالة محل أبي عمرو).
٢_ وفي رواية أخرى رواها محمد بن يعقوب الكليني (ت/ ٣٢٩هــ) بسند صحيح عن أبي علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن الهادي عليه السلام.
قال: (سألته وقلت: من أعامل وعمّن آخذ؟ وقولَ من أقبلُ؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون).
٣_ وروي عن محمد بن إسماعيل، وعلي بن عبد الله الحسنيان قالا: دخلنا على أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأى وبين يديه جماعة من أوليائه وشيعته حتى دخل عليه بدرٌ _خادمه_ فقال: يا مولاي بالباب قوم شُعثٌ غُبرٌ، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن، في حديث طويل يسوقانه الى أن ينتهي الى أن قال الحسن عليه السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري، فما لبثنا الا يسيراً حتى دخل عثمان فقال له سيدنا أبو محمد عليه السلام: امض يا عثمان فإنك الوكيل والثقة والمأمون على مال الله واقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال.
ثم ساق الحديث الى أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا والله إن عثمان لمن خيار شيعتك، ولقد زدتنا علماً بموضعه من خدمتك وإنك وكيلك وثقتك على مال الله تعالى.
وخلاصة ما تقدم أن العمري كان من أوثق الناس وأشدهم حريجة في الدين، فقد كان من النوابغ فكراً وعقلاً، إضافة الى مزاياه الخاصة كالتقوى والورع والأمانة، وغيرها من الصفات التي جعلته أهلاً للنيابة الخاصة عن الامام الحجة عليه السلام.
ومن الواضح أن الأئمة عليهم السلام إنما اختاروه وانتخبوه لهذا المنصب الخطر والمكانة السامية لوجود المؤهلات فيه.
نيابته عن الامام الحجة ومدتها:
تولى الشيخ العمري، الثقة المأمون هذه المهمة العظمى (منصب النيابة الخاصة) عن الإمام المنتظر عليه السلام، فأصبح حلقة وصل بين الإمام الغائب عليه السلام وبين قواعده الشعبية، إذ أخذ على عاتقه تبليغ توجيهاته وتعاليمه إليهم، وإيصال أسئلتهم واستفساراتهم وأموالهم، وجميع قضاياهم الدينية إليه، وتنفيذ أوامر الإمام وتوجيهاته فيهم.
وقد حظي العمري رضي الله عنه بهذه النيابة التي لم يحظ بها غيره من ثقات الشيعة.
وقد استمرت مدة نيابته عن الإمام الحجة عليه السلام قرابة الخمس سنوات، على اعتبار أن مبدأ النيابة كان بعد استشهاد الإمام العسكري عليه السلام عام (٢٦٠هـ)، وتولي الإمام المهدي عليه السلام منصب الإمامة في نفس العام، إلى حين وفاة عثمان بن سعيد العمري المجهول تاريخ وفاته، على أنه ورد في رجال السيد بحر العلوم (ت/ ١٢١٢هـ) أنه توفي سنة (٢٦٤أو ٢٦٥هـ). وبهذا تكون مدة نيابته ما يقارب الخمس سنوات، وكان ذلك إبّان خلافة المعتمد العباسي الذي تولى الخلافة عام (٢٥٦هـ).
أدلة إثبات نيابته:
لكي نثبت نيابة عثمان بن سعيد العمري، لابد لنا من مثبتات لإقامة الحجة على صدقه، وصحة نيابته، حتى ينقطع لسان الطاعن يزداد يقين المتيقن.
فمما لا ريب فيه أن النيابة الخاصة لا تثبت إلا بنص الامام المعصوم، أو نص نائبه الخاص، وظهور الكرامة على يد من يدعي النيابة الخاصة.
وهذا ما صرح به الطبرسي (ت/ ٦٢٠هـ) حيث قال بعد أن ذكر السفراء الممدوحين في زمان الغيبة: (ولم يقم أحد منهم بذلك إلا بنصّ عليه من قبل صاحب الأمر عليه السلام ونصب صاحبه الذي تقدم عليه، ولم تقبل الشيعة قولهم إلا بعد ظهور آية معجزة تظهر على يد كل واحد منهم من صاحب الأمر عليه السلام، تدل على صدق مقالتهم، وصحة بابيتهم).
ولو لم تكن هذه المثبتات لأدعي ذلك المقام العظيم الذي هو أعظم من مقام المرجعية في زماننا، الكثير من عبدة الدنيا كما اتفق لجماعة ظهر كذبهم وزورهم وخرج التوقيع عن الإمام عليه السلام بلعنهم، والبراءة منهم، كالشريعي، والنميري، والعبرتائي، والشلمغاني، وغيرهم. وأسماؤهم مذكورة في كتب الغيبة والرجال من أرادها فليرجع إليها.
وعليه فسوف نتناول في ضوء هذه المثبتات إثبات نيابة النائب الأول (عثمان بن سعيد العمري):
١_ النص على نيابته: ثبتت نيابة عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه بنصوص الإمامين العسكري والمهدي عليهما السلام وفيما يأتي نوضح ذلك.
أ: نص عليه الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وذلك يوم عرض ولده على أربعين رجلاً من خُلص شيعته.
فقد روي عن جماعة من الشيعة منهم، علي بن بلال، وأحمد بن هلال، ومحمد بن معاوية بن حكيم، والحسن بن أيوب بن نوح _في خبر طويل مشهور قالوا جميعاً: (اجتمعنا الى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني، فقال له: اجلس يا عثمان، فقام مغضباً ليخرج، فقال: لا يخرجن أحدٌ فلم يخرج منا أحد إلى أن كان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام على قدميه فقال: أخبركم بما جئتم؟
قالوا: نعم يا بن رسول الله، قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي، قالوا: نعم، فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال:
هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم، ألا وإنكم لا ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، وانتهوا الى أمره، واقبلوا قوله، فهو خليفة إمامكم والأمر إليه).
ب: وحين يلقى الإمام العسكري عليه السلام ربه، وتؤول إمرة المسلمين إلى الحجة بن الحسن عليه السلام، ينص على نيابة عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه ويقره في منصبه أما وفد القميين حين قدم الى سامراء بعد وفاة الامام العسكري عليه السلام، وهو يحمل الأموال التي يدفعها سنوياً للإمام عليه السلام من خمس وزكاة.
٢_ ظهور الكرامات: على الرغم من أن الكرامة ذات أثر حسي مباشرة أقوى في إزالة الشك للشاك وأنفع في التأثير للذين لم يعيشوا تلك الأمور وإنما نُقلت إليهم بنحو السماع الظني. فإننا لم نعثر في أي مصدر من المصادر التاريخية أو كتب التراجم على أية كرامة للنائب الأول عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه.
وقد يُعزى سبب ذلك إلى أن منصب النيابة في هذه المدة بالذات كان محاطاً بالسريّة والكتمان الشديدين خوفاً على حياة الإمام المهدي عليه السلام، فالوضع السياسي كان يومذاك جد خطر، لا سيما بعد استشهاد الإمام العسكري عليه السلام ومطاردة السلطة الحاكمة للإمام المهدي عليه السلام لكونه معلوم لديهم أن الثاني عشر من الائمة عليهم السلام هو الذي سيزيل ملكهم، ويستأصل نفوذهم من الأرض. فكان من الطبيعي أن لا يُهتم بتثبيت مثل تلك الأمور بقدر الاهتمام بحفظ سلامة الإمام عليه السلام، والتكتم على وجوده ووجود نوابه.
أو لعدم وصول ذلك إلينا أصلاً بسبب سياسات الحكومات الظالمة، مما أدى الى إتلاف الكثير من التراث الشيعي.
ويمكن أن نضيف إلى هذه المثبتات ما يأتي:
٣_ إجماع الطائفة الحقة والفرقة المحقة: فقد أجمعت الشيعة وباتفاق ثقات الرواة والعلماء على نيابة عثمان بن سعيد العمري، ووثاقته، وأمانته، وعدالته، وعلو درجته، ومنزلته لدى الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام، فلم يخدش أحد من علماء الشيعة في نيابته أبداً.
٤_ نقله لخط الإمام عليه السلام المعروف، فقد كان الناس يعرفون أن هذا نائب الإمام عليه السلام لأنه كان الوحيد الذي يتصدى لنقل خط الإمام وتوقيعاته المقدسة، بنفس الخط الذي كانت تصدر به توقيعات أبيه الحسن العسكري عليه السلام، عندما كان يستعمل مسك الاحتجاب تعويداً للناس على فكرة الغيبة، وذلك لتسالم الجماعة الصالحة على معرفة هذا الخط، ولبعد أن يجري عليه تزوير، إذ مع اختلاف الخط يقع احتمال التزوير، ومع وقوعه ينفتح للشبهات مجال كبير، لذلك اقتضت حكمة الله الأزلية أن يُمنح الإمام المهدي عليه السلام القدرة في تكييف خطه على شك خط أبيه، ما دامت المصلحة مهمة تمسّ العقيدة والمجتمع المسلم، وإقامة الحجة على الحق.
إذن فقضية خط الإمام وتوقيع الإمام الذي كان ينفرد به هذا النائب الصادق الأمين كانت أيضاً دليلاً من أدلة إثبات نيابته رضي الله عنه.
من روى عنهم عثمان بن سعيد العمري:
لم تصرح كتب الرجال عمن روى عثمان بن سعيد العمري من الأئمة المعصومين عليهم السلام، ولكن من خلال القرائن المستفادة من كتب الرجاليين يظهر أنه روى عن الأئمة الثلاثة:
١_ الإمام الهادي عليه السلام.
٢_ الامام العسكري عليه السلام.
٣_ الامام المهدي المنتظر عليه السلام، حيث يستفاد من كلام الشيخ الطوسي بعدِّه من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام تارة، ومن أصحاب الامام العسكري تارة أخرى. إن هذه الصحبة تستلزم الوثاقة والرواية بنفس الوقت.
وكذا ما أقرّه الكشي من مرافقته للإمام العسكري عليه السلام.
وقد نص العلامة الحلي على وكالته للإمام العسكري.
وعلى هذا نستفيد أن عثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه لازم الإمامين العسكريين عليهما السلام وهذه الملازمة تقتضي الرواية عنهما عليهما السلام. (ثم روى عن الإمام المهدي عليه السلام فهو نائبه)، كما أنه رضي الله عنه روى عن جماعة منهم محمد بن راشد.
الرواة عن عثمان بن سعيد العمري:
الرواة عنه كثيرون نذكر منهم:
١_ علي بن إبراهيم الرازي.
٢_ عبد الله بن جعفر الحميري.
٣_ سعد بن عبد الله.
٤_ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصيداوي.
٥_ أبو علي محمد بن همام.
٦_ ابنه محمد بن عثمان العمري.
٧_ أحمد بن المفضل الخزاعي.
٨_ سعيد بن جناح.
وفاته:
كما أن تاريخ ولادته غير محدّد أو معروف في المصادر التاريخية وكتب التراجم، كذلك سنة وفاته غير معروفة أيضاً على وجه التحديد.
_ إلا أنه ورد في (رجال السيد بحر العلوم) كما أسلفنا أنه (توفي في بغداد بعد وفاة الامام العسكري عليه السلام بسنوات، ولعلها: سنة (٢٦٤ أو ٢٦٥هـ)).
_ واستقرب السيد محمد محمد صادق الصدر سنة وفاته بحدود (٢٦٥هـ) وبناءً على هذا فقد حدد مدة نيابته بخمس سنوات على وجه التقريب.
_ أما السيد محمد مهدي الموسوي، الأصفهاني الكاظمي فقد ذكر أن سنة وفاة العمري كانت في حدود عام (٢٥٧هـ)، دون أن يذكر مصدر نقله.
ويرى البحث أن هذا القول مستبعد ولا نظن أنه يقبل به، لو عرف أن وفاة العمري بهذا التاريخ أو نحوه تكون في حياة الإمام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام، وهذا معناه نفي النيابة عن العمري للإمام المهدي عليه السلام، فالنيابة مبدؤها بعد استشهاد الإمام العسكري عليه السلام عام (٢٦٠هـ)، والعمري كان حياً لدى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام، وهو الذي حضر غسله، وهو الذي تولى بنفسه تكفينه ودفنه، كما مرت الإشارة إليه. ثم إن الامام المهدي المنتظر عليه السلام قد عزّى ولده محمد بن عثمان العمري بوفاته، وأثنى عليه الثناء الجميل، وهذا لا يكون مع وجود الإمام الحسن العسكري عليه السلام قطعاً؛ لأنه من المعلوم أنه لا يكن إمامان في آن واحد، وعليه فلا يمكن قبول التاريخ الذي أورده الأصفهاني رحمه الله في كتابه.
نقول: لعل الأرجح أن تكون وفاته بعد هذا التاريخ، أي بُعيد استشهاد الإمام العسكري عليه السلام عام (٢٦٠هـ) بقليل، أي بعد سنة أو سنتين، أي سنة (٢٦١ أو ٢٦٢هـ) وذلك بناءً على قول الشيخ الطوسي أن نيابة محمد بن عثمان (النائب الثاني) كان نحواً من خمسين أي أنها تعدت الأربعين سنة بقليل، وقاربت الخمسين، لأننا إذا قلنا بوفاة العمري سنة (٢٦٥هـ) فإن نيابة ابنه أبي جعفر ستكون (٤٠) عاماً وهو رقم يبتعد كثيراً عن الخمسين، أما فيما لو قلنا بوفاة الأب سن ة(٢٦١ أو ٢٦١هـ) فإن نيابة الإبن ستقترب من الخمسين سنة أكثر، وتكون فعلاً نحو الخمسين.
وعليه فإن نيابة عثمان بن سعيد ستكون في نحو التقريب بين السنة وبين السنتين أو فوقها بقليل، والله أعلم بحقيقة الحال.
وإن هذا الغموض في تاريخ وفاته وبالتالي مدة نيابته يعزى إلى السرية وشدة التكتم على وجود الإمام المهدي عليه السلام، وبالتالي على وجود نائب له يتصل به بين الفينة والفينة، يدير شؤونه ويعرّفه أحوال شيعته، ويأخذ منه التعليمات اللازمة لأشكال التحرك، وأمور الدين والدنيا، في وقت كان الأمر عند السلطان أن أبا محمد عليه السلام مضى ولم يخلف ولداً، وقسّم ميراثه، وأخذه من لا حق له.
وهكذا كانت النيابة له عليه السلام محاطة بالسرية خوفاً على حياته الشريفة، فتسلمها العَمري بكل هدوء ودون لفت نظر، وكذا سلمها لابنه بنفس الهدوء والسرية، ورحل من هذه الدنيا الى جوار ربه وأئمته الأطهار عليهم السلام.
وعلى الرغم من هذه السرية والهدوء لم يفت أبو عمرو عثمان بن سعيد قبل وفاته، أن يُبلغ أصحابه وقواعده الشعبية، ما هو مأمور به من قبل الإمام المهدي عليه السلام من إيكال النيابة بعده الى ابنه محمد بن عثمان، وجعل الأمر كله مردوداً إليه.
نعي الإمام له:
نعى الإمام المهدي المنتظر عليه السلام الفقيد الجليل بكلمة رفعها الى ولده أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، جاء في فصل منها:
(إنا لله وإنا إليه راجعون، تسليماً لأمره ورضاءً بقضائه، عاش أبوك سعيداً ومات حميداً فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه عليهم السلام، فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقرّبه الى الله عز وجل وإليهم، نضر الله وجهه وأقاله عثرته) وجاء في فصل آخر:
(أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء، رُزئتَ ورُزئنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه، وأقول: الحمد لله، فإن الأنفس طيبة بمكانك وما جعله الله عز وجل فيك وعندك، أعانك الله وقواك وعضدك ووفقك، وكان لك ولياً وحافظاً وراعياً وكافياً ومعيناً).
فقد عبرت هذه الكلمات عن مدى حزن الإمام عليه السلام على نائبه الذي كان عنصراً من عناصر الإيمان والتقوى والأمانة والإخلاص.
هذا إضافة الى أن كل كلمة من هذه الكلمات تعتبر ثناء عطراً، ووساماً سامياً قلده الإمام عليه السلام لنائبه الأول عثمان بن سعيد العمري، فهي بمثابة توثيق لشخصه الجليل.
موضع قبره:
بعد أن يلبي العمري نداء ربه ويلتحق بالرفيق الأعلى، يتولى ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان غسله وتجهيزه ودفنه ليكون موضع قبره في مدينة السلام _ بغداد، بجانب الرصافة، قرب نهر دجلة بالجانب الغربي في سوق الميدان قبله المسجد المعروف قديماً بـ(ـمسجد الدرب).
هذا بناءً على ما أورده شيخ الطائفة (ت/ ٤٦٠هـ)، عن أبي نصر هبة الله بن محمد قال: (وقبر عثمان بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان، في أول الموضع المعروف بـ(درب جبلة) في (مسجد الدرب) يمنة الداخل إليه، والقبر الى نفس قبلة المسجد).
ثم يروي لنا الشيخ الطوسي مشاهداته الميدانية للمكان والقبر، ويعطينا وصفاً دقيقاً لأول عمارة لقبر أول نائب للإمام المهدي عليه السلام منذ دفنه وحتى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، ثم أول إعمار وصيانة لمرقده الشريف، قال: (رأيت قبره في الموضع الذي ذكره _ (أي أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري بابن برنيه)_ وكان بني في وجهه حائط وبه محراب المسجد، وإلى جنبه باب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فكنا ندخل إليه ونزوره مشاهرة، وكذلك من وقت دخولي إلى بغداد، وهي سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة نيف وثلاثين وأربعمائة، ثم نقض ذلك الحائط الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج، وأبرز القبر إلى برّا _أي إلى الخارج_ وعمل عليه صندوقاً وهو تحت سقف يدخل إليه من أراده ويزورها، ويتبرك به جيران المحلة بزيارته ويقولون: هو رجلٌ صالحٌ، وربما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه السلام ولا يعرفون حقيقة الحال فيه، وهو إلى يومنا هذا _وذلك سبع وأربعين وأربعمائة_ على ما هو عليه).
ولم يردنا بعد ذلك وصف لمرقده أو عمارة له حتى جاء الشيخ محمد حرز الدين (ت/ ١٣٦٥هـ) ليصفه لنا حيث قال: (زرناه في العهد العثماني بالعراق سنة (١٣٠٥هـ)، وكان على قبره صندوقاً قديماً ثميناً يعهد صنعه الى الرئيس أبي منصور محمد بن الفرج، وكان عليه قبة، وله حرم مجلّل).
وأورد لنا السيد محمد مهدي الموسوي الأصفهاني، أن قبره خلف دائرة البريد بما يلي سوق الميدان، وقد جددت عمارته في هذه السنة شيعة بغداد.
ومع أنه لم يذكر أي سنة تلك، لكن قصده واضح، فالسنة التي عناها هي وقت كتابة عباراته تلك أي السنة التي هو فيها، وبالرجوع الى تاريخ خاتمة الكتاب تبين لنا أنه أراد سنة (١٣٤٨هـ) علماً أن هذا الموضوع كان في أواخر كتابه.
بمعنى أنه قد جددت عمارته سنة (١٣٤٨هـ) والذي يؤيد هذا الاستدلال ما صرّح به محمد بن حسن حرز الدين، حفيد الشيخ محمد حرز الدين الذي حقق كتابه (مراقد المعارف)، قال:
(وقفت على قبره سنة (١٣٨٧هـ) وكان قد كتبت على واجهة بابه من سوق الميدان: (هذا مسجد نائب الإمام عليه السلام عثمان بن سعيد العمري العسكري بتاريخ ١٣٤٨هـ)).
ومع هذا التفصيل الدقيق لموضع قبره رضي الله عنه فهناك شبهة تثار حول هذا الموضع، مضمونها (أن نص عبارة الشيخ الطوسي المذكورة هي أن قبره في الجانب الغربي في حين أن قبره اليوم يقع في الجانب الشرقي، بمعنى أن هذا القبر الحالي في سوق ميدان القلعة بالجانب الشرقي هو لرجل آخر).
وللرد على هذه الشبهة ما قاله السيد محمد الموسوي الأصفهاني:
(في الجانب الشرقي من بغداد عبارة عن جانبين يعبر من القديم الى اليوم عن أحدهما بالجانب الغربي، وهو حوالي شارع الميدان ويعبر عنه اليوم بـ(باب المعظم)، ويعبر عن الجانب الآخر من جانبي شرقي بغداد بالجانب الشرقي ويعبر عنه اليوم بـ(باب الشيخ) وبـ(باب الشرقي)، نعم إذا قيل الجانب الغربي فالمراد عند الإطلاق جانب الكرخ، وأما إذا قيد كما في عبارة الشيخ الطوسي فالمراد به الجانب الشرقي المعروف بالرصافة).
وإن أبيت عن قبول ما ذكرناه وتصديق ما حررناه فهاك نص عبارة ياقوت الحموي (ت/ ٦٢٦هـ) فإنه قال: (في شارع الميدان من محال بغداد بالجانب الشرقي خارج الرصافة وكان شارعاً ماداً من الشماسية الى سوق الثلاثاء وفيه قصر أم حبيب بنت الرشيد).
ثم ذكر: أن قصر أم حبيب من محال الجانب الشرقي من بغداد مشرف على شارع الميدان.
وقد أجرت الباحثة زيارة ميدانية الى المرقد الشريف ورأت أنه واقع في المنطقة التي ذكرها الشيخ الطوسي وتسمى المنطقة اليوم بـ(سوق الهرج) أو (سوق الساعجية) بالقرب من منطقة الميدان المعروفة إلى الآن في بغداد، وقد شيدت على قبره قبة لم يتم بناؤها بعد، كما يحيط به مسجد متواضع في بنائه وأثاثه ومساحته، وهو ما أشار إليه الشيخ الطوسي (وقبره في قبلة المسجد).
وقد وجّهت الباحثة بعض الأسئلة الى سادن المرقد فيما يخص ترميمه وإعماره فتبين أنه قد أهمل إهمالاً تاماً عن عمد وقصد من قبل وزارة الأوقاف العراقية عهد النظام المقبور (لعنه الله).
أما اليوم فإنه يخضع لبعض الترميمات البسيطة، ولم نجد دلالة عليه في الداخل والخارج سوى لوحة صغيرة وضعت في واجهة المدخل للمسجد كتب عليها:
(مرقد عثمان بن سعيد العمري النائب الأول للإمام المهدي عليه السلام)، وهناك لوحة في داخل المسجد مكتوب عليها: (زيارة عثمان بن سعيد العمري). وهذه الزيارة قد ذكرها الشيخ الطوسي في (تهذيب الأحكام)، والشيخ عباس القمي في (مفاتيح الجنان). والسيد أحمد الموسوي في (الزيارة والبشارة) مسندة الى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح النائب الثالث، وهي لا تختص بعثمان بن سعيد فقط بل تشمل النواب الأربعة جميعاً.
وصفتها بعد السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى أمير المؤمنين علي عليه السلام، وعلى خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء عليهما السلام، على الحسن والحسين عليهما السلام، ثم الأئمة واحداً بعد واحدٍ عليهم السلام إلى صاحب الزمان عليه السلام، ثم السلام على النائب باسمه واسم أبيه، ثم تقول:
(أشهد أنك باب المولى، أديت عنه وأديت إليه ما خالفته ولا خالفت عليه فقمت خالصاً وانصرفت سابقاً، جئتك عارفاً بالحق الذي أنت عليه، وأنّك ما خنت في التأدية والسفارة، والسلام عليك من باب ما أوسعه، ومن سفير ما آمنك، ومن ثقة ما أمكنك، أشهد أنّ الله اختصّك بنوره حتى عاينت الشخص فأدّيت عنه وأدّيت إليه) ثم السلام على رسو الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام الى صاحب الزمان عليه السلام وتقول بعد ذلك:
(جئتك مخلصاً بتوحيد الله وموالاة أولياءه والبراءة من أعدائهم، ومن الذين خالفوك يا حجة المولى، وبك إليهم توجهي، وبهم الى الله توسلي) ثم تدعو وتسأل الله حاجتك.