الإمام المهدي عليه السلام قضية متّفق عليها
مصطفى جواد
إن عودة إلى الكتب المعتبرة والرواة الذين لا يعتريهم الشك في نظر إخواننا أبناء السنة توقفنا على بعض ما جاء في صحاحهم ومجاميعهم الحديثيّة، فقد جاء في مسند أحمد ج١ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يخرج المهدي من ولدي فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً).
وإليك أعداد الروايات التي رواها أبناء السنة والشيعة معاً.
١ـ البشارة بظهوره ٦٥٧ رواية.
٢ـ أنه من أهل بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ٣٨٩ رواية.
٣ـ أنه من أولاد فاطمة الزهراء عليها السلام ١٩٢ رواية.
٤ـ أنه من أولاد علي عليه السلام ٢١٤ رواية.
٥ـ أنه التاسع من أولاد الإمام زين العابدين عليه السلام ١٤٨ رواية.
٦ـ أنه من أولاد الإمام زين العابدين عليه السلام ١٨٥ رواية.
٧ـ أنه من أولاد الحسن العسكري عليه السلام ١٤٦ رواية.
٨ـ أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ١٣٢ رواية.
٩ـ أنّ له غيبة طويلة ٩١ رواية.
١٠ـ أنه يعمّر عمراً طويلاً ٣١٨ رواية.
١١ـ أنّه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ١٣٦ رواية.
١٢ـ أنّ الإسلام يعم العالم كله بعد ظهوره عليه السلام ٢٧ رواية.
١٣ـ الروايات الواردة حول ولادته ٢١٤ رواية.
وقد ألف غير واحد من أعلام السنة كتباً حول الإمام المهدي عليه السلام . منهم:
الحافظ أبو نعيم له كتاب: (صفة المهدي).
والكنجي الشافعي له كتاب: (البيان في أخبار صاحب الزمان).
وملاّ علي المتقي له كتاب: (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان).
وعباد بن يعقوب الرواجني له: (أخبار المهدي).
والسيوطي له: (العرف الوردي في أخبار المهدي).
وابن حجر له كتاب: (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر).
والشيخ جمال الدين الدمشقي له: (عقد الدرر في أخبار الامام المهدي). وغيرهم.
ولم ير التضعيف لأخبار الإمام المهدي عليه السلام إلاّ ابن خلدون في مقدمته، وقد ردّه الأستاذ أحمد محمد صديق وفنّد مقاله برسالة اسمها: (إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون).
فلماذا نردّ هذه الكمية الهائلة التي بلغت التواتر، هل كل هذه فاسدة في نظر المنكرين؟
فلو صدقوا بما يقولون لما بقي لنا شيء نستند عليه من سنّة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد ذكرنا ـ ولا زلنا نذكر ـ الأدلّة الكثيرة والأحاديث المتعددة، ورواتها مسلمون مؤتمنون، والكتب التي نقلتها إلينا كتب قيمة معتبرة عند المسلمين كالبخاري ومسلم، والأحاديث في المهدي عليه السلام موثّقة معتبرة كحديث جابر في مسلم ج١ الذي فيه: (فيقول أميرهم ـ لعيسى ـ تعال صلّ بنا).(١)
وكحديث أبي هريرة في البخاري ج٤: (وكيف بكم إذا نزل فيكم المسيح ابن مريم وإمامكم منكم).
الهوامش:
ـــــــــــــــــــــــ
(١) نص الحديث كما يلي: <لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمّة>.