أبجدية معارف الغيبة
إعداد: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
من أجل ترسيخ ثقافة الانتظار لبقية الله في أرضه الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام فإننا سنورد تباعاً بعض المفردات التي ترد في سياق الحديث عن حركته المباركة ونهضته الميمونة، ولأجل إستيعاب معانٍ لمفردات مناسبة فقد ارتأينا أن نأخذ موضوعاً واحداً من كل حرف وحسب الحروف الهجائية، راجين أن ينتفع بها المؤمنون المنتظرون لخروج الإمام عليه السلام .
الأبدال:
قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر، وعن القاموس الأبدال: قوم يقيم الله بهم الأرض وهم سبعون، أربعون بالشام وثلاثون بغيرها لا يموت أحدهم إلا قام مقامه آخر من سائر الناس. (مجمع البحرين: ١٦٥/ باب بدل).
والظاهر أن أكثر الأبدال من أهل الشام كون أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت عليهم السلام في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولاءهم هذا في ظروفٍ قاهرةٍ جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام عليه السلام فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصف الإمام عليه السلام بقوله: هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة ـ أي يرى كابن أربعين سنة ـ فيخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم.
باب اللُد الشرقي:
هو الموضع الذي يقتل عيسى فيه الدجال؛ والظاهر أنه من ضواحي القدس أو من بعض البلاد الشامية، حيث يكون هذا الموضع آخر معقلٍ لتحرك الدجال ومحاولاته اليائسة في إغواء البسطاء وغوايتهم.
وقد حدده بعضهم بأن (لُد) بلدة مشهورة بينها وبين رملة فلسطين مقدار فرسخ إلى جهة الشمال متصل شجرها بشجرها.
التوقيعات:
احدى مفردات الثقافة المهدوية، وتعني الرسائل الخارجة عن الإمام الحجة عليه السلام جواباً على ما يرد من سفرائه إبّان الغيبة الصغرى.
تكفلت التوقيعات مهمة انسيابية المعلومات عن الإمام عليه السلام لقواعده الشعبية حيث تضمنت ما يحتاجه شيعة الإمام عليه السلام من ادارةٍ لأمورهم العامة، فمن الاجوبة الفقهية إلى الاستشارات العقائدية حتّى كلما يتعلق بشؤون شيعته ومواليه.
التوقيعات تكون على شكل رسائل بخطه الشريف والذي هو يشبه خط أبيه العسكري وبعضها لم يجف مــدادها _ كما في تعبير بعض الروايات _ تأكيداً عـلى سرعة تبادل المعلومات والرسائل بين الإمام عليه السلام وبين قواعده. ولعل الذي يُطمئن المتلقي لهذه الرسائل أنها تكون برسم خطٍ واحد طيلة امتداد الغيبة الصغرى ومن خلال أربعة سفراء، إذ من المستبعد أن يخالج القواعد الشك وهي ترى وحدة الأسلوب والخط لم يتغير على مدى سبعين عاماً. فالتوقيعات إذن تراث مهدوي يُثبت إمكانية إدارة الإمام عليه السلام لقواعده على مدى فترة الغيبة.
الثنية:
هي موضع هلاك جيش السفياني وهي منطقة ضمن البيداء التي يخسف الله بهم الأرض، كما في الحديث عن الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليهم السلام ، أنه قال: سيعوذ عائذ بمكة يُبعث إليه سبعون ألفاً عليهم رجل من قريش حتّى إذا بلغوا الثنية دخل آخرهم ولم يخرج أولهم.
وقد حدد الحموي في معجم بلدانه الثنية بقوله: المراد من ثنية في الحديث عقبة قرب مكة تهبط إلى فخ وأنت مقبل من المدينة تريد مكة أسفل مكة من ذي طوى.
الجابية:
من قرى الشام يحدث فيها خسف قبل ظهور الإمام عليه السلام ، وفي الحديث عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام في بيان ذكر العلامات: وخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية...
وفي الحديث: خسفاً بقرية من قرى الشام يقال لها خرشتا... وفي بعضها حرستا.
حاجز بن يزيد:
الملقب بالوشا، أحد وكلاء الإمام عليه السلام الممدوحين، روى الشيخ المفيد بإسناده عن الحسن بن الحميد قال: شككتُ في أمر حاجز، فجمعتُ شيئاً ثم صرت إلى العسكر _ يعني سامراء _ فخرج إليّ: ليس فينا شك، ولا فيمن يقوم بأمرنا، تردّ ما معك إلى حاجز بن يزيد.
الخلف الصالح:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام .
عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: الخلف الصالح من ولد أبي محمّد الحسن بن عليّ وهو صاحب الزمان وهو المهدي.
وعن الإمام الصادق عليه السلام : الخلف الصالح من ولدي، المهدي اسمه محمّد وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان.
الداعي:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام .
في زيارته عليه السلام : السلام عليك يا داعي الله.
ذي الذنب:
كوكب مذنب يخرج كإحدى علامات ظهور الإمام عليه السلام ، وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبةٍ له: (... ألا أن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب...).
الرجل:
من ألقابه في وقت التقية حيث كانت الشيعة تدعوه بهذا الاسم.
زبر الحديد:
صفة من يستجيب للحسني في دعوته لنصرة الإمام عليه السلام ، وزبر الحديد دلالة على قوتهم وشدة بأسهم.
السفارة:
الاسلوب الذي لا بدّ من اتباعه في هذه الفترة الخطيرة من الغيبة هو أسلوب السفارة التي مارسها الإمام المهدي عليه السلام أبّان غيبته وهؤلاء السفراء شكلوا قنوات الاتصال الدقيقة مع الإمام عليه السلام وشيعته، وهو الأسلوب الذي أثبت نجاحه على مدى سبعين عاماً من عمر الغيبة الصغرى، وكانت تشكيلة السفراء وبمواصفات خاصة تنم عن دقة العمل المتخذ في هذه الفترة والأسلوب الأمثل الذي اتبع في انسيابية المعلومات بين الإمام عليه السلام وبين قواعده.
بل لعل القواعد الشيعية لم تستشعر الفراغ أبان عهد الغيبة الصغرى بوجود السفراء، فكان أسلوباً مثيراً حقاً أثبت جدارة مهمة الإمام عليه السلام في غيبته.
الشريعي (السريعي):
أبو محمّد الحسن، كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن محمّد ثم الحسن بن عليّ بعده عليهما السلام.
أوّل من ادعى مقاماً لم يجعله الله له وكذب على الله وعلى حججه. خرج التوقيع عن الإمام عليه السلام بذمه والبراءة منه.
صاحب الزمان:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام وهو أشهر ألقابه ويتداوله العام والخاص، وبه عليه السلام عُرف.
الضياء:
من ألقاب الإمام المهدي عليه السلام .
طي الأرض:
وهي الصفة التي يتمتع بها الإمام عليه السلام عند ظهوره، بل حتّى قبل ظهوره، وإمكانية طي الأرض لبعض المؤمنين ثابت فللإمام أولى.
والظاهر سيتمتع بها أصحابه كذلك، فان مهمة التحرك وبسط نفوذه على العالم يقتضي حالة الانتقال غير الطبيعي، وربما صفة الروحانية وعدم خضوع الإمام عليه السلام لقانون المادة واتصاف الجسد بحركةٍ يخضع لقانون الروح يمكّن الإمام عليه السلام وأصحابه من التنقل الهائل دون عرقلة قانون المادة، وأخيراً فان إعجاز الله تعالى هو الفاصل في حسم هذا الأمر.
ظهر الكوفة:
ظاهر النجف أو واديه المعروف بوادي السلام، يخرج من ظهر الكوفة قومٌ من الأموات ليكونوا من أنصار الإمام الحجة عليه السلام وحكاماً من جانبه _ كما في تعبير الرواية _.
العصب:
قوم من سواد الكوفة ليس معهم سلاح الا قليل وفيهم بعض أهل البصرة كانوا من أصحاب السفياني فيتركونهم فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي عليه السلام ، كما في الروايات.
الغلام:
أحد ألقاب الإمام الحجة عليه السلام الذي كان يُلقب به حتى قبل ولادته، خوفاً من انكشاف أمره عليه السلام ، وكان الإمام الباقر عليه السلام يشير إليه أحياناً بهذا اللقب كما ورد.
فعن زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: (سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول: ان للغلام غيبة قبل أن يقوم وهو المطلوب تراثه، قلت: ولم ذلك؟ قال: يخاف _ وأومأ بيده إلى بطنه _ يعني القتل).
الفتى التميمي:
هو شعيب بن صالح الذي سيكون أحد قيادي الإمام عليه السلام والتميمي نسبة إلى تميم إحدى القبائل المشهورة.
عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً في نفرٍ من المهاجرين والأنصار وعلي بن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه إذ تلاحى العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد العباس ويد عليّ فقال: سيخرج من صلب هذا (الإمام عليّ عليه السلام ) فتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتى التميمي فإنه يقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي...
قرقيسيا:
مدينة عند مصب نهر الخابور من نهر الفرات.
تشهد هذه المدينة معارك طاحنة بين جيش السفياني والجيوش المضادة له، ويبدو أن قوى تركية تتصدى له إبّان دخوله العراق لمنعه من تجاوزات الحدود التركية وذلك قبيل توجهه إلى الكوفة، والظاهر أن السفياني سيكسب جولات القتال هذه ويستمر في طريقه قاصداً الكوفة.
كنوز الله بالطالقان:
صفة الذين يستجيبون لدعوة الحسني عند دعوته الناس لنصرة الإمام عليه السلام ، ولعل وصفهم بالكنوز لندرة أمثالهم ولكونهم من الندرة ما يُشفق عليهم من الظهور والتعرف عليهم لأهمية دورهم وانهم مخبئون لهذه الدعوة، كما يُخبئ الكنز بالشيء النادر الثمين.
المغربي:
قائد لحركة عسكرية ضمن الحركات العسكرية التي تأخذ دورها في أحداث الظهور، وسيكون انطلاقه من مصر متوجهاً إلى الشام، ولقب المغربي أما لانتسابه لبلاد المغرب فعلاً، أو لكون مجيئه من جهة المغرب قُبالة البلاد الشامية، ويبدو أن لظهوره أثراً في معادلات الأحداث السياسية وموازنات القوى العسكرية.
وقد ورد في الإرشاد كما عن بحار العلامة المجلسي قدس سره : وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة.
النجباء:
هم ثلةٌ من أهل مصر يبايعون الامام عليه السلام بين الركن والمقام وهم يشكلون نسبة من أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر ويشاركهم في ذلك الابدال من أهل الشام والاخيار من أهل العراق. روى الشيخ بسنده عن ابي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر فيهم النجباء من أهل مصر، والابدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق فيقيم ما شاء الله أن يقيم.
وهم المصريون الملتحقون بنصرة الإمام عليه السلام ، وسيكون لهم شأنٌ عظيم في مهمة الظهور، حيث سينضمون للإمام عليه السلام إبان ظهوره، ولعل وجود هؤلاء في وسط تطغى عليه الثقافات المعادية لأهل البيت عليهم السلام يؤكد أهمية دورهم وثباتهم، والنص التالي يشير إلى نصرتهم للإمام عليه السلام :
فيخرج إليه ـ أي إلى الإمام ـ الأبدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل العراق.
الوكالة:
وهي نيابة خاصة عن الإمام عليه السلام يقوم من خلالها الوكيل الخاص بتنفيذ بعض الأمور التي يكلف بها من قبل الإمام عليه السلام أو من قبل السفير وهي مهمة يلجأ إليها السفير في خضم الظروف السياسية والأمنية غير الطبيعية التي تحدد تحركات السفير وتلجأه إلى التقية والتكتم.
في حين تكون الوكالة العامة أعم من ذلك حيث يقوم بمهامها الفقهاء الذين يقومون باستنباط الأحكام الشرعية إبّان الغيبة الكبرى، في حين تكون مهام الوكالة الخاصة مناطة في فترة الغيبة الصغرى.
الهاشمي:
كل من ينتسب إلى هاشم جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُلقب بالهاشمي فهو من بني هاشم إذن.
إلاّ أن الروايات المتعلقة بعلامات الظهور أشارت إلى الهاشمي قاصدةً منه الإمام المهدي عليه السلام كما في النص التالي: يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستتر الناس من بيته بين الركن والمقام فيبايعونه...
ومرة يطلق على الخراساني وأحياناً أخرى على الحسني.
يعقوب بن منفوس:
من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام . شاهد الإمام الحجة عليه السلام عند أبيه العسكري وبأمره. وقد وصف لنا الإمام عليه السلام وذكر بعض صفاته وخصوصياته.
روى المجلسي بسنده عن يعقوب بن منفوس قال: دخلت على أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام وهو جالس في دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له: سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك، واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين، في خده الأيمن خال، وفي رأسه ذؤابة، فجلس على فخذ أبي محمّد عليه السلام فقال: هذا صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم، فدخل البيت وأنا أنظر إليه، ثم قال لي: يا يعقوب انظر من في البيت، فدخلت فما رأيت أحداً.