بيان سماحة آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفياض لدحض الدعاوى المهدوية
لا شك أن الدعاوى المهدوية التي ظهرت مؤخراً في العراق باطلة وهزيلة ومخجلة في بلد كالعراق وضالة ومضلة والمدّعون لها كذّابون دجالون، يجب على المؤمنين تكذيبهم والاجتناب عنهم لأنهم منحرفون ومسيئون للمذهب وهدفهم استغلال البسطاء من الناس بالمال وإبعادهم عن الطريق القويم وزرع الفتنة وإيجاد البلبلة في البلد.
وليعلم الناس أن ظهور الإمام عليه السلام بيد الله تعالى فلا أحد يعلم بوقت ظهوره إلا الله عز وجل، وكل من يحدد وقت ظهوره فهو كذاب، كما ورد عنه عليه السلام في أجوبته عن أسئلة إسحاق بن يعقوب (... وأما ظهور الفرج فانه إلى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون...)، وكذلك من يدعي انه رسول من قبله عليه السلام أو أنه يلتقي به، فهو كذاب ودجال، وقد ورد في روايات الأئمة عليهم السلام أن كل من يدعي رؤية إمام العصر فعلى الناس أن يكذبوه ولا يصدقونه فما ظنك بدعوى الرسالة عنه.
وأما إذا ظهر عليه السلام فظهوره يكون أكبر حدث يقع على الكرة الأرضية لتهتز بكافة أرجائها، وليستيقظ العالم بأسره ويسمع صوت دعوته إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له ورسالة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وولاية علي بن أبي طالب وأولاده الطاهرين عليهم السلام، وفي نفس الوقت يأتي عليه السلام بمعجزات تبهر العالم ككل، وتفوق كافة التقنيات المتطورة في المجالات المختلفة الموجودة في العصر الحاضر، ولهذا يؤمن العلماء والمثقفون والمفكرون به عليه السلام ويصدقون بأن ما أتى به عليه السلام من المعاجز خارج عن قدرة البشر وبذلك يسيطر على العالم ككل ويحكم البلاد بكافة قاراتها على أساس الحاكمية لله وحده لا شريك له وهي حكومة العدل الإلهي.
وأما ما يظهر بين آونة وأخرى من الدعاوى المهدوية المختلفة فإنها دعاوى باطلة ومنحرفة وهزيلة أساءت لإمام العصر عليه السلام ومكانته العالية الشريفة ومقامه العظيم.
وغير خفي أن للأوضاع التي تمر على البلد دوراً أساسياً في ظهور هذه الدعاوى الخطيرة والفتن، وهي كالتالي:-
١- البطالة وفقدان فرص العمل في البلد.
٢- انعدام الوعي والثقافة الدينية بين الناس في هذه المسألة ولا سيما بين الشباب.
٣- يأس الناس من الحكومة ومجلس النواب من جهة عدم الاهتمام الجاد بالخدمات الأولية الحياتية لهم كالكهرباء والسكن والمياه الصالحة للشرب وغيرها في طول هذه الفترة الزمنية وهي خمس سنوات تقريباً، حيث ان بإمكان الحكومة في هذه الفترة الطويلة أن تقوم بإنشاء محطات كهربائية في المحافظات الآمنة ومجمعات سكنية فيها للفقراء والمحرومين وبيعها عليهم بالأقساط طويلة الأمد كما هو المتعارف في جميع البلدان النامية، وهذا من أحد العوامل لإيجاد فرص العمل للعاطلين، ومن الواضح أن له دوراً كبيراً في استقرار البلد وأمنه وحسن ظن الشعب بالحكومة، لأن هذه الخدمات تخفف من آلام الشعب وتزودهم بالثقة.
٤- عدم صرامة الحكومة مع الإرهابيين والقتلة والمشاغبين والمنحرفين في البلد، إذ على الحكومة أن تدفن أية فتنة تظهر في مكانها قبل انتشارها.
٥- اختلاف الكتل السياسية والأحزاب على المصالح الذاتية والأغراض الحزبية الضيقة بدون الأخذ بنظر الاعتبار مصالح البلد والشعب ككل.
٦- الفساد الإداري والمالي من جهة واختلاف الرواتب العشوائية من جهة أخرى، ولكل من هذه العوامل دور كبير في ظهور هذه الدعاوى المنحرفة والمضلة والهزيلة والمخجلة من هنا وهناك.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يعم الخير والسلام أرجاء عراقنا الحبيب وأن يحفظ المؤمنين من كيد الأعداء الظالمين، إنه سميع مجيب.
مكتب سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد إسحاق الفياض
النجف الأشرف ١٦/محرم الحرام/١٤٢٩هـ