ظاهرة الادعاء في القضية المهدوية
الحلقة الخامسة (٥)
السيد أحمد الاشكوري
عرفنا في حديثنا عن هذا الموضوع _في الحلقات السابقة_ خطورة ظاهرة ادعاء المهدوية, الظاهرة التي لازمت هذه القضية, كما حصل لظاهرة النبوة والرسالة من حيث الصحبة والتلازم.
وقد اطلعنا من خلال الحلقات الأربع المتقدمة على طوائف المدعين, ومناشيء الادعاء, ومناشيء تأثيره على القواعد الجماهيرية, والملازمات السلبية له, والدواعي السلبية لهذا الادعاء على اعتباره صورة من الانحراف.
أما في هذه الحلقة الأخيرة فسوف نتعرض لـ:
الوسائل العلاجية للانحراف:
وهي أن نقف على المناعات التي يمكن أن تكون علاجاً لهذه الانحرافات, والتي منها:
١. اعتماد العلم:
أولاً: اعتماداً على الوعي والعلم فان الحركات الانحرافية موجودة على مر التاريخ.
وثانياً: اعتماد العلم والوعي على فهم القضية المهدوية وفهم الوظائف وفهم كيفية الانتظار.
٢. اعتماد مبدأ عدم الوثوق بالفكر الخفي والغريب والشاذ والموهم, وكذا الحركات والقيادات المظنونة والمجهولة والسلوكيات واللقاءات السرية.
٣. اعتماد أن (الأصالة للعمل الشرعي), وإمضاء قانون أن الله لا يطاع من حيث يعصى, فالثوابت الشرعية (من الصلاة والصوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والاحتراز عن المحرمات كإضرار النفس بلا مبرر شرعي, ومقت الفكر الإرهابي لتكفير الآخر وإباحة دمه والتجاوز عن أعراض الناس) لها الأصالة والاعتماد في العمل والتشريع والإمضاء.
٤. اعتماد طريقة التحذير من السلوك والخطاب والمنهج الصوفي.
٥. الإذعان بأن الفكر الشيعي أصيل, وله جذور ومنهج من عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا الفعلي.
وإن هذا الطريق قد رسمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة عليهم السلام, وبالتالي ترفض الوجودات النكرة والفكر المبتور والعقيم, فإنا في حقبة زمنية بين ماضٍ معروف ومستقبل مرسوم معلوم, فأي اتجاه لابد أن يوزن على هذا الأساس.
أما الوجود المجهول الذي ليس له فقه مجذَّر, ولا فكر محدد, ولا مشروع متكامل وثابت, فلا يمكن قبوله والركون إليه.
٦. اعتماد ثقافة عدم قبول أدعياء العلم اللدني, وأدعياء الشذوذ العلمي, وأدعياء الطرق غير المعهودة عقلياً وعقلائياً ودينياً.
٧. إشاعة ثقافة عدم تشخصن القضية المهدوية, وأنها منحسرة ومتقولبة بقوالب فردية وشخصية.