تمهيدنا
السذاجة ودورها في قتل العقيدة وتبيئة الانحراف - اي جعل الانحراف بيئة -
السذاجة عنصر يتمتع بالتأرجح بين المقبولية والرفض، ففيما تكون البساطة وسرعة الانسياق عنصراً مفيداً اذا ما كان المتبوع ماموناً, تكون ذات ضرر لاتحمد عقباه, وذلك اذا فقد المتبوع عنصر الامانة في اهداء الناس.
هذا اذاما عزلنا السذاجة عن المؤثرات الخارجية التي تكاد تكون من المستبعدات في الزمن الراهن حيث تسعى جهات كبرى لإرباك العامة، بل والخاصة من خلال السذج وزجهم في التمحور حول عناصر مغرضة وتقديسها بعناوين مزعومة لتصفية القضية المهدوية وتنفير الناس منها.
وهذا مما يسهم في احباط نفسية الشخص المؤمن, حتى تصل به الحال الى السخرية من عقيدته, ويسهل بعد ذلك تناول من هم في المرتبة التالية لمنصب صاحب القضية.
لقد مرت القواعد الجماهيرية بفترات عصيبة جدا بعد اوان الغيبة الاولى، وليس المهم الوقوف عند نفس تلك القضايا بقدر مايكون المهم اخذ العبرة وعدم الوقوع فيما وقع فيه الغير، فالسعيد من اتعظ بغيره.
اذ يحدثنا التاريخ عن اسرة عريقة في الولاء لعنصر الهداية الالهية، وهي اسرة بني بسطام التي كانت من الاسر المتسمة بالطاعة والانقياد لاوامر ولي الله الاعظم عليه السلام ونوابه الكرام, ولكنها كانت اسرة تتسم بشيء من السذاجة مما سبب لها ان تنحرف انحرافة كبيرة وتنحو منحا خطيرا بسبب ولائها الاعمى والساذج لبعض العلماء المنحرفين.
فالسذاجة لاترحم راكبها، كان ذلك فردا ام اسرة ام مجتمعاً.
ومن هنا ياتي دور اليقظة والتنبه خوف الانحدار في وادي السذاجة، اذ أن عثرة الاسترسال لاتقال.
رئيس التحرير