التمهيد للظهور (الآليات والنتائج)
الالتجاء الى الله تعالى بالدعاء
الدكتورة بشرى العطار
الدعاء هو مصداق من مصاديق تصفية الذات، ولقد حثّ الله جلّ وعلا عباده على الدعاء، وانه يحب الملحين فيه كما في قوله تعالى (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) وقال عزّ من قائل (وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ) فعبّر عن الدعاء بالعبادة.
انّ من يتأمل نصوص الادعية الواردة على لسان الانبياء في القران الكريم، وفي المأثور من دعاء الرسول واهل بيته عليه السلام يستشعر اهمية الدعاء وقيمته الفكرية والروحية التي تأخذ طريقها في حياة الانسان لتنصب سلوكا ومواقف انسانية في حياة الفرد والجماعة البشرية.
لقد ورد عن الامام الحجة عليه السلام ( واكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فان ّذلك فرجكم) ومن البديهي ان نعلم انّه ليس المطلوب منّا الدعاء لفرج الامام عليه السلام فقط لفظا وطلبا للثواب, وانما المطلوب الدعاء والاستعداد بنفس الوقت لنصرة الامام عليه السلام بعد الظهور . أنّ كل دعوة من قلب مؤمن في جوف الليل او في نهار لها اثرها في تعجيل الفرج والا لما دعينا الى ذلك , فالفرج مقدّر محتوم في اصله ولكن الله يمحو ما يشاء ويثبت وبدون شك فانّ سوء اعمال الخلائق هي التي تؤخر خروج الامام عليه السلام مصداقا لتوقيع الامام عليه السلام (ولولا ما يتصل بنا مما نكرهه منكم لما تأخر عنكم اليمن بلقائنا ولتعجّلت بكم السعادة لمشاهدتنا).
ان الامام المهدي عليه السلام لا يظهر الا عندما تعيش البشرية الاحساس العميق بلزوم خروجه فهو يأتي بعد تلهّف واعتراف الجميع بأنّ ليست هناك قوة في الوجود تعوّض وجوده الشريف ولا بدّ ان يصل انين الشرق والغرب من المستضعفين الى العرش ليأتي النداء من جانب العرش بالفرج للمؤمنين ،فالامام عليه السلام لا يأتي لمن لا يدعوه , من جانب اخر فانّ الدعاء للامام عليه السلام ليحفظه الله من شرّ شياطين الانس والجن وأن يكون له معينا و ناصرا على الكفار والملحدين.