رصدنا
صفحة الرصد المهدوي تهتم بتوثيق ونشر كل ما يتعلق بالقضية المهدوية من أخبار وموضوعات في المواقع الالكترونية والمنتديات والقنوات الفضائية والصحف والمجلات والإذاعات وتقويمها ورد الشبهات التي فيها إن كانت تتطلب ذلك خصوصا الموضوعات المنقولة من المواقع المخالفة للقضية المهدوية بهدف إطلاع القارئ على ما يدور في تلك المواقع ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك تحديد الايجابيات والسلبيات في كيفية تناول القضية المهدوية في تلك الوسائل والتواصل معها في سبيل تطوير الايجابيات ومعالجة السلبيات.
ظــــــــــــاهرة ادعاء المهـــــــــــــدوية في مصـــــــــــــر
هيئة التحرير
حكايات ادعاء المهدي المنتظر خلال الفترة الأخيرة كثيرة ومتعددة، ولكثرتها شكلت ظاهرة لايمكن المرور عليها مرورا عابرا، فكثيراً ما يظهر مدع في فترات الضيق على أنه جاء ليصلح ما أفسدته البشرية حتى يملأ الأرض عدلا.
وقد جاء في رصد سابق لـ (رصدنا) كثرة ادعاء المهدوية في السعودية، فسلطت الضوء من خلاله على بعض الأسباب الكامنة وراءها ورصدنا لهذا العدد سيكون حول نفس الظاهرة، ولكن في مصر وامتدادا من عام ٢٠٠٠ إلى ٢٠١١.
• عام٢٠٠٠م :
ففي سيناء زعم _محمد عبد النبي عويس_ أنه (المهدي المنتظر) وأخرج كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية.
ولقي المصير ذاته _أحمد عبد المتجلي_ من أبناء الإسماعيلية الذي ادعى اول أمره قدرته على إخراج الجان من الأجساد الممسوسة، فأقبل عليه البعض، ثم اعتزل الناس حيث قرأ الإنجيل والتوراة على يد حاخام يهودي في القاهرة، ثم عاد إلى الاعتكاف ليخرج على الناس مدّعياً ان الله ضاق بذنوب عباده فاختاره لهدايتهم، وان أحد الملائكة هبط عليه بكتاب سماوي يجمع بين الأديان الثلاثة.
وسار على الطريق ذاته من بور سعيد _حنفي محمد_ وشهرته حنفي البور سعيدي، مدّعياً أنه (المهدي المنتظر)، فاعتقلته الشرطة، لكنه استطاع الهرب، وقد تبيّن انه يريد الذهاب إلى إسرائيل بعد أن قابل أحد الحاخامات.
• عام٢٠٠١م :
في يوم ١٨/٣/٢٠٠١م قُدِّم بلاغ إلى مديرية أمن القاهرة عن شخص يدّعي أنه المهدي المنتظر وخاتم الانبياء بين أهالي التبين وحلوان، وقد أخبر هذا الناس بأن الوحي هبط عليه من السماء وهو نائم في بيته وكلّفه بالرِّسالة الجديدة التي ستكون خلاصاً للبشرية من كل آثامها وآلامها!
• عام ٢٠٠٢م :
أعلن مصدر في الشرطة المصرية عن اعتقال _محمد محمود_ (٣٣عاماً) في الإسكندرية، الذي ادّعى أنه الإمام المنتظر، بعد أن طلب من أئمة المساجد في حي العطارين (جنوب غرب) إعلان وصول الإمام، وقد أوضحت عائلته أنه يعاني من اضطرابات نفسية.
• عام ٢٠٠٣م :
خرج _عاطف محمد حسين_ يبلغ من العمر٣٦سنة ويطلق على نفسه اسم عبد الله، من إحدى حارات منطقة كوم الدكة (الإسكندرية) ليعلن على الناس أنه المهدي المنتظر.. وانه قادم ليخلص العالم من شر بوش وشارون، أما ما تبقي من حكاياته فهي دليل واضح على اختلال نفسي، له جذور في تركيبته الشخصية.
عام ٢٠٠٤م :
بدأت نيابة القاهرة (يوم الأحد ٢١/٣/٢٠٠٤م) تحقيقاتها مع فرّان بالأسكندرية، يدعى _اشرف عبد الحميد حسنين_ يبلغ من العمر ٣٦ بعد ان تلقت بذلك بلاغاً من سكرتارية شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، لقد ظن هذا الفران بداية الأمر أنه من المبشَّرين بالجنة، وتمادى في خياله معتقداً أنه المهدي المنتظر، وحضر إلى القاهرة لمقابلة شيخ الأزهر ليعرّفه بنفسه.. وأخذ يهذي بأقوال غير مفهومة.
وكذلك اعتدى الشاب _امير عبد العظيم_ البالغ من العمر ٣٠عام على مفتي الدِّيار المصرية بالضرب مساء (الأحد ٢/٥/٢٠٠٤م) داخل جامع الأزهر بعد صلاة العشاء خلف المفتي. وثم تلقى المفتي منه لكمات عدة، قبل أن ينقض الحرس على الشاب المعتدي ويحيلوه إلى الشرطة.
• عام ٢٠٠٦م :
فوجئ اهالي قرية منشأة بشارة التابعة لمركز الحسينية في محافظة الشرقية بشاب يبلغ من العمر ٢٢ عاماً، عقب صلاة الجمعة، وهو يخطب ويخبر الناس بانه المهدي المنتظر بالشرقية وأرسله الله ليهدي الناس إلى طريق الحق والرّشاد ثم تبين أنه مختلٌّ عقلياً فقررت النيابة العامة عرضه على طبيب نفسي، وقد أكد تقريره إصابته بأمراض نفسية وعصبية، فأصدر المحامي العام لنيابات شمال الشرقية قراره بإيداعه أحد مستشفيات الأمراض العقلية.
• عام ٢٠٠٨
جاء في جريدة اليوم السابع : ١٧ - ٠١ – ٢٠٠٨ ان محكمة طور سيناء بجنوب سيناء قررت حبس المتهم _عبد الفتاح محمد دردير_ ١٥يوماً على ذمة التحقيقات وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية والنفسية لتحديد مدى سلامة قواه العقلية بعد أن ادعى بأنه المهدى المنتظر. وقد فوجىء المصلون بمسجد المصطفى بشرم الشيخ بقيامه بإعلاء صوته بأنه المهدى المنتظر وأنه أتى لهداية الناس وأن الله اختاره ليخلص الناس من الظلم وهدايتهم ومحاربة الفساد فى البلاد .. وتبين أن المتهم ينتسب إلى أحد محافظات الوجه القبلى ويعمل سائقاً بمدينة شرم الشيخ وأنه لايحفظ أية سورة من سور القرآن الكريم.
• عام ٢٠٠٩
افادت جريدة الاهرام المصرية بتاريخ ٨ - ٨ - ٢٠٠٩ ان أجهزة الأمن ألقت القبض على _يحيى احمد محمد_ عامل حدادة من اسيوط ادعي انه المهدي المنتظر، الذي حاول اعتلاء منبر مسجد الإمام الحسين عليه السلام قبل صعود إمام المسجد لإلقاء خطبة الجمعة.وزعم الشاب أنه حضر من بلدته لهداية جموع المصلين إلى صحيح الدين.
• عام ٢٠١٠
ألقت مباحث الفيوم القبض على مواطن يدعي أنه (المهدي المنتظر) وضبطت بحوزته أحجبة وكتبا في السحر وأوراقاً يثبت من خلالها نسبه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكرت صحيفة (المصري اليوم) بتاريخ ١٢-٨-٢٠١٠ إن المتهم أعلن قبل ٦ أشهر من منزله بقرية (الصبيحي) بمركز يوسف الصديق، أنه المهدي المنتظر، ويساعده في ذلك أسرته وأشقاؤه، ويدعي قدرته على شفاء المرضى وإبطال أعمال السحر، وكان يؤكد أنه من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تم احالته للنيابة التي تولت التحقيق .
• عام ٢٠١١
نشرت صحيفة (اليوم السابع) المصرية بتاريخ الأربعاء، ٢٢ يونيو ٢٠١١ خبرا تحت عنوان (المهدي المنتظر المزعوم فى بورسعيد) تنبأ بثورة ٢٥ يناير.. ويؤكد: عمرو موسى الرئيس القادم لمصر.. ويعد بتوحيد السنة والشيعة خلال عامين، حيث يدعى _أحمد عبد الله_ ٣٩ سنة ميكانيكى بهيئة قناة السويس يعلن أنه المهدى المنتظر، وأن هناك المئات من أنصاره ومريديه من جميع الفئات والأعمار السنية من الشباب والرجال والنساء والشيوخ تؤمن به وتصدقه، وتقدم له كل فروض الولاء والطاعة لكونه يخلّص البشرية من الفساد ويملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورا وظلما، لأنه يشبه المهدى فى جبهته وأنفه الأقنى ودقة أرنبته، بالإضافة إلى أنه من أهل البيت. كما ادعى بأن الله وعده وزكّاه بالخلافة الإسلامية منذ ٩ سنوات لتوحيد مليار مسلم على منهج النبوة وتكليفه بلمّ شمل كل العرب، خاصة مصر التى ذكرت فى القرآن. وادعى بأنه أحد الخلفاء الراشدين المهديين وأنه سوف يرزقه الله بـعبدالله حتى تكتمل الخلافة والنبوءة التى بُلّغ بها، مشيرا إلى أنه خلال عامين سوف يوحد الشيعة والسنة وكل الفرق والمذاهب على خلافته بعد انطلاقه إلى مكة عند بلوغه سن الأربعين ليعلن الخلافة وبيعة المسلمين له، ثم ينطلق إلى سوريا وينزل عيسى بن مريم ويكسر الصليب ويقتل الخنازير في المنارة البيضاء بدمشق مدعيا أنه سيخرج هو وعيسى بن مريم ليقاتل اليهود!!!.
ونشرت صحيفة (التوافق الإخبارية) بتاريخ ١٣/٠٥/٢٠١١ مقالا عنوانه (أدعياء المهدوية“قطعة شطرنج تحركها الأشباح) جاء فيه ان _محمد عبد التواب رمضان_ (٣٣ عاما) يدعي أنه تعرف على المسيخ الدجال، ولديه جيش من الملائكة وأنه يعلم الكثير والكثير من الحقائق الخفية، وكانت أسرته مقتنعة بما يقول وجميعهم ينتظرون نزول سيدنا عيسى لقتل المسيخ الدجال ونشر الإسلام. ويقول هذا المدعي (بشرني الملاك بأننى المهدى المنتظر، وأنا خليفة الله في الأرض، وأن الفساد سينتهي من الدنيا وستتحول الكنائس إلى مساجد وسيتم قتل اليهودي و المسيحي، الذى يرفض الإسلام بالسيف، وأن منزله هو أفضل مكان في العالم يمكن أن تستريح النفس البشرية فيه وعلى أنقاضه كنز يكفى الدنيا بأسرها ويفيض، فقط محمد يتأمل أن يحين وقت فتحه).
وبعد ثورة مصر نشرت جريدة (النهار الالكترونية) المصرية اليومية خبرا عن طرد متظاهري التحرير شخصا سعودي الهوية يدعى أنه المهدى المنتظر وذلك بتاريخ ٧ يوليو ٢٠١١ وكان المدعي - الذى اجتمع المتواجدون حوله فى الساحة - قد إدعى أنه مع فجر غد سيظهر فى السماء سرب من الحمام الأبيض وذلك تأكيدا على مصداقية كلامه بأنه المهدى المنتظر.
وفي مقال نشرته جريدة (الخميس) المصرية بتاريخ ٧ ابريل ٢٠١١ بعنوان (المهدي المنتظر يتقدم ببلاغ للنائب العام وطالب بتعيينه رئيس مصر القادم) بين فيه ان اطرف ما وصل للمستشار النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة، ومدير المكتب الفني للنائب العام البلاغ الذي يحمل رقم ٩٣٩٢ باسم المهدي المنتظر. وتعود قصة هذا المدعي الى عام ٢٠٠٦ حيث تقدم بأول بلاغ للنائب العام لعام ٢٠٠٦ يبلغه أنه قد تواترت عليه الرؤى وحلم بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وموسى وهارون عليهما السلام.
• اسباب هذه الظاهرة
تختبئ أسباب انتحال هوية المهدي - حسب ما ورد في مقال سبق ذكره في شبكة التوافق الاخبارية - خلف المكانة العظيمة للمهدي المنتظر في القلوب ، ولكثرة الآمال المناطة بخروجه .
وبين احد اساتذة الدراسات الإسلامية في (جامعة فيصل) الى ان الشخوص التي تخلق من نفسها مهدي الزمان لا بد أن تجابه ويحد من بسط نفوذها على العقول بالتوعية المكثفة ، مضيفا ان (الأدعياء يمسون عقائد المسلمين وفكرهم، و على المفكرين والخطباء توعية الناس عبر قنوات الاتصال بالناس، إما بالإعلام المكتوب أو بالمرئي والمسموع و مد بُسُط الندوات والمحاضرات).
وفي سياق متصل اشار الى ان المصير المتوقع للمدعي (_بلا شك_ الحكومة ستراعى فيه عدة أمور حول إن كان مختلا عقليا، أو انه يعاني من مشاكل وضغوطات نفسية أو كان جاداً ومصراً على دعواه، فالمريض حتما لا جناح عليه وسيرسل من فوره إلى جهات الصحة النفسية، و خلاف ذلك فإنه يحال إلى جهات تحاكمه بالجرم الذي أدين به حتى لا يعبث بعقائد المسلمين ويضلل فكرهم . ومن الواضح أن الضغوط الحياتية أثرت على الناس _كمصير لا مناص منه_ جعلت البعض يتخيل قدرته على حل مشكلات البشر عن طريق تقمص شخصية الإمام المنتظر.
وعن هذا قال الدكتور شريف سعد استشاري الأمراض النفسية بمستشفى الموسى.(إن ما يصدر عن المدعين يعود في الأساس إلى داء العظمة و مرض الهوس الديني وهو شبيه بمرض الفصام الذي يجعل الإنسان يعتقد أنه شخصية عظيمة يصاب به عادة كل من يعتقد أنه مكلف بتغيير الناس و هدايتهم . وظاهرة الادعاء بالمهدوية ليست مسألة حديثة فقد ظهرت منذ عشرين عاماً، ولو بحثت في ملفات المرضى في مستشفيات الصحة النفسية لوجدت أعدادا هائلة من أدعياء العظمة ومتقمصي أدوار الأنبياء والأولياء !! وهذه الحالات سجينة المستشفيات و في منأى عن الإعلام. (انتهى))
كلمة رصدنا
من خلال إحصاء عدد ما ذكر فيما تقدم يرى القارئ ان عدد المدعين في مصر من عام ٢٠٠٠ إلى ٢٠١١ بلغ بحسب ما هو معلن ما يقارب من ١٤ مدعيا، أي بنسبة مدع في كل سنة وكلهم يعانون من أمراض نفسية ، ويحق للقارئ ان يتساءل هل هذه الظاهرة _ فعلا_ وبهذه الكثرة يكمن وراءها المرض فقط، ام ان هذا الادعاء هو جزء من استراتيجية ضرب المهدوية وتشويهها، وتصويرها بشكل لا يتبناه الا أصحاب الأمراض النفسية، وبالتالي فهي نتيجة عقدة مرضية لدى من يدعيها ومن يعتقد بها؟! ولعل هذا الأمر غير مصرح به ولكن ما يؤيد احتمال وجوده هو أن بعضهم _اي المدعين_ انتهى به الحال لقضاء فترة عقوبة بالسجن، بمعنى أن القضاء تأكد من انتفاء شبهة الخلل العقلي أو النفسي، وهذا لا يعني نكران الأسباب المرضية أصلا، ولكن في الوقت ذاته لابد من قراءة الأسباب الأخرى التي تختبئ وراء ذريعة المرض.