قصة قصيرة: سرّ شفائه من قرح أصابه
محمد حسن عبد
كان إسماعيل يسكن في نواحي الحلة، يعيش حياة هادئة وادعة، ويقوم بعمله خير قيام.. حتى أصابته بثرة متقرّحة على فخذه الأيسر.
أخذت هذه البثرة تكبر حتى صارت كقبضة اليد، استمرّت بالكبر وكانت في الربيع تتشقّق ويخرج منها دم وقيح.. لقد أعاقته هذه البثرة عن كثير من أعماله.
ضجر إسماعيل ممّا أصابه، خاصّة وأنّ ألمه كان يقطّعه.. لقد سئم حاله وشكا إلى العارفين ما به، فنصحه بعضهم بالذهاب إلى أطباء بغداد. وهكذا فعل.
لقد أشار عليه الأطبّاء هناك بأنّ علاج هذه البثرة خطر جداً لأنّها ظهرت على العرق الأكحل، ومتى قطعت خيف أنْ ينقطع العرق فتسبّب موته.
لقد ضاق صدره كثيراً، ولكنّه عمل بفطرته وأصيل عقيدته، فقرر الذهاب إلى سامراء، إلى ائمّة أهل بيت النبوة عليهم السلام، إلى حيث غيبة الإمام صاحب العصر والزمان عليه السلام.
وهكذا عمل، وعندما وصل ذهب إلى دجلة فاغتسل وقصد المرقد الشريف، ثم السرداب، وبقي هناك ليلته. وعاود الزيارة.
وفي مرّة واثناء طريقه رأى أربعة فرسان، كان أحدهم شاباً يحمل رمحاً، لقد سلّم اولئك عليه فردّ السلام وكان كل شيء عادياً.
غير أنّ صاحب الرمح اقترب منه وسأله:
- تقدّم حتّى ابصر ما يوجعك.
تردّد إسماعيل أوّل وهلة، ولكنّه تقدّم نحوه، فلزمه الشاب بيده ومدّه إليه وجعل يلمسه حتى أصاب موضع البثرة فعصرها بيده، حتى اوجعه.
يقول إسماعيل حين استرجاعه لذكرياته:
- حينذاك قال لي أحد الشيوخ المرافقين:
- أفلحت يا إسماعيل.
لقد اصابتني الدهشة، فمن أين عرف أسمي. عجبت لذلك، ولكني أجبته:
- أفلحنا وأفلحتم إنْ شاء الله.
فقال لي الشيخ: أتعرف من كان يداويك. فقلت بلهفة، متشوّقاً إلى معرفته:
- من؟.
قال:
هو الإمام صاحب العصر والزمان.
لقد كشف إسماعيل عن مكان البثرة، فلم يجدها، وأنّ رجله مثل اختها ليس فيها اثر أصلاً.
أيقن اسماعيل أنّ بركة إمامه هي سر شفائه من القرح الذي أصابه.