حوارية فكرية
السيد صدر الدين القبانجي (حفظه الله)
مع اساتذة وطلبة الجامعة الاسلامية وجامعة الامام المهدي عليه السلام
السؤال الاول: حول شخصية الامام المهدي ونسبه وغيبته وحركته؟
السيد القبانجي: هناك مجموعة ثوابت هي:
١. ان الامام المهدي ابن الامام الحسن العسكري عليه السلام
٢. استمرت حياته بوجود ابيه (٥ سنوات) وبعد ممات العسكري بدأت غيبته عليه السلام من موقع الامامة.
٣. الغيبة ستطول.
٤. ان ظهوره سيكون مصحوبا بآليات وادلة بينات.
٥. هو من سيقود الحركة الاصلاحية العالمية.
٦. حدوث تراجع في الخط الديني بحيث يعود الاسلام غريبا كما جاء غريبا .
٧. حدوث صعود في الخط الديني قبل ظهوره عليه السلام وهذا ما نسميه صحوة اسلامية او دينية وهي التحضير لظهوره.
السؤال الثاني: لماذا ظهرت هذه الافكار، وهل للمرجعية تقصير في ذلك، ولماذا ظهر في العراق؟
السيد القبانجي: اعتقد ان ظهور مثل هذه الافكار الانحرافية لم يكن امرا استثنائيا بل كان ذلك متزامنا ايضا مع حركة الانبياء جميعهم، وان حركة الانحراف تمشي مع حركة الحق دائما ، فقد ظهرت في زمن الائمة عليهم السلامحركات انحرافية، والسبب ليس تقصير الانبياء بل حمل الانسان لشحنتين احداهما سالبة والاخرى موجبة, والصراع بينهما، ولابد من حدوث معركة حق وباطل على الانسانية في كل يوم وهذا نهج القران الكريم.
هناك عوامل شجعت على حدوث فراغ ثقافي هي ان العراق هو منطلق حركة صاحب الزمان وحركة اهل البيت عليهم السلام وطبيعي ستكون هناك حركات انحرافية، وجود المرجعية الدينية في العراق وانفتاح التشيع على العالم العربي من العراق، والقسوة في التعامل مع العراق، وتطلع شيعة العراق لنهوض عالمي.
ان هناك تصديا للمرجعية الدينية لقضايا كبرى يعيشها العراقيون وهي انقاذ العراق من الفتنة والطائفية والغموض والتلاشي والديكتاتورية، وان قضية المدّعي (احمد بن الحسن) قضية جانبية وليست كبرى ولا يصح ان نشغل انفسنا بامور هي دون مهامنا الكبرى.
ان الباطل لا يمكن اماتته قبل ان ينشأ فلا يمكن ذلك بالطبيعة البشرية، ولا توجد قدرات اعجازية او استخدام العصا الفكرية والسياسية لوأدها قبل ظهورها.
السؤال الثالث: ما هي المهدوية وما هو الموقف الشرعي الصحيح منها، وهل هناك مصداقية لوقت ظهوره..؟
السيد القبانجي: قضية الامام المهدي عليه السلام هي التي تسمى بالمهدوية كما الحسينية والعلوية، وفي مسالة العقائد هناك مجموعة روايات ولا يمكن ان تنال مسؤولية علمية ما عدا الثوابت التي ذكرناها ، ونتعامل مع ظهوره عليه السلام بالبينة والوضوح والنور الذي لا يقبل الشك، والروايات تقول حينما يظهر عليه السلام يقتنع به اهل الحق. اذن لابد من دليل يقيني عندما يظهر يكون حجة على العباد جميعهم وذلك كما في بقية الاديان الاخرى كظهور عيسى عليه السلام.
نحن مكلفون شرعيا بالصبر والانتظار والعمل لنهوض الدين الاسلامي واتباع الدليل العلمي، ونعتقد انه رغم الضمور الاسلامي ستبدأ عملية النهضة الاسلامية وربما نشهد ذلك اليوم، كذلك فان تكليفنا ان نعمل مع المجتمع في النهي عن الياس والنهي عن التقوقع، وهذا نهج ائمة اهل البيت عليهم السلام وتوثيق ربط الامة بالفقهاء المرتبطين بهم عليهم السلام وبما وضعوه لنا من نهج منذ (١٣٠٠) عام.
السؤال الرابع: كيف نميز بين الظهور الحقيقي والظهور الدعائي؟
السيد القبانجي: لنعرض هذا السؤال على الاسلام كمنهج شرعي واسلامي وعلى العلم، فمن وجهة النظر العلمية والشرعية فان ما تمتع باستدلال علمي وبرهان، نعتمده ، والعلم كذلك ايضا يحتاج الى استدلال.
نحن في قضية امام العصر والزمان عليه السلام، نقدم التأييد لأي ادعاء يقدم دليلا يقينيا بينا.
لذا فمثل هذه الادعاءات لانحتاج الى اغراق انفسنا فيها، ونحن الان في مرحلة الانتظار، وتكليفنا هو العمل والجد والتماسك والدفاع عن قيمنا واستخدام منهج الحق، وكما قال ائمتنا عليهم السلام: (افضل اعمال امتنا الانتظار).