الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
لِمَ أصحاب الإمام المهدي عليه السلام عددهم ٣١٣، هل هناك حكمة وراء ذلك؟
رعد عبد علي
السؤال:
ماذا يعني العدد ٣١٣، هل هناك من حكمة؟ يقال إنّ هذا العدد هو عدد المسلمين في بدر، ولكنْ هل يوجد تفسير آخر لهذا وما هو علم الجفر الذي يخرج به الإمام عليه السلام؟.
الجواب:
ليس في الروايات مايصرّح بحكمة في هذا العدد سوى تشبيههم بعدّة اهل بدر، ولعلّ ذلك من باب الاشارة الى وحدة الهدف والغاية التي يعمل عليها المهدي عليه السلام مع اصحابه، والتي عمل لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع اصحابه.
وكوسيلة لإبراز وحدة الهدف جعل الله تعالى عدد اصحاب الإمام المهدي عليه السلام كعدد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدر.
وكما جعل انطلاقة الحركة الرسالة المحمدية من مكّة المكرمة، كذلك جعَل انطلاقة الحركة المهدوية من مكة أيضاً، ومن ذلك نجد أنّ اسم المهدي عليه السلام وكنيته هو اسم وكنية النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد دلّت روايات عديدة على ذلك، منها ما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام في كلامه مع الإمام الحسين عليه السلام: إنّ ابني هذا سيد كما سمّاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيداً، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيّكم-يشبهه في الخَلْق والخُلُق... (غيبة النعماني ص٢٢٢ ب١٢ ح٢).
وهناك جهات أُخرى للتشابه، للتدليل على وحدة الهدف المهدوي مع الهدف المحمدي.
امّا عن (علم الجفر) فالظاهر من الروايات أنّه العلم المشتمل على علم المنايا والبلايا... كما في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام يتكلّم مع اصحابه فقال فيما قال: ...نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم، وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا، وعلم ما كان وما يكون الى يوم القيامة الذي خصّ به محمد صلى الله عليه وآله وسلم والائمة من بعده عليهم السلام، وتأملت منه مولد غائبنا وغيبته وابطاءه وطول عمره وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولّد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته، وارتداد اكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من اعناقهم... (كمال الدين/الشيخ الصدوق/ص ٣٥٣ ب٣٣ ح٥٠).
فهذه الرواية تبيّن معنى الجفر، وتدلّ على أنّه من العلوم الموجودة عند الإمام عليه السلام، وهو مادلّت عليه أيضاً رواية الإمام الرض عليه السلام في علامات الإمام حيث يقول: ... ويكون عنده الجفر الاكبر والاصغر .....
نعم، ورد في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ الجفر ليس علماً خاصاً، وانمّا هو وعاءٌ فيه علوم، فهو بمثابة الخزينة او المكتبة، ففي الرواية: (وامّا الجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولن يخرج حتى يقوم قائمنا اهل البيت عليهم السلام.
وامّا الجفر الابيض فوعاء فيه توراة موسى عليه السلام، وانجيل عيسى عليه السلام، وزبور داود عليهم السلام وكتب الله الاولى...) (البحار ج٢٦ ص١٨ ب١ ح١).
***
هل كلمة عصائب العراق الواردة في أنصار الإمام المهدي عليه السلام معناها القلّة؟
محمد علاء عبد الامير
السؤال:
ما سبب تسمية انصار الإمام المهدي عليه السلام بالعراق بعصائب العراق، و هل كلمة العصائب تدّل على القلّة، أي قلّة أنصار الإمام عليه السلام؟.
الجواب:
ذكر بعض اهل اللغة أنّ كلمة (عصائب) تدل على جماعة مابين العشرة والاربعين، ولكنّ هذا معنى لغويّ، وليس من الضروري أنْ ينطبق على واقع أنصار الإمام عليه السلام.
والذي يبدو من الروايات التي ذكرت (عصائب العراق) أنّ هذه المجاميع هي الطلائع الاولى لأنصار الإمام عليه السلام، والمبادرون لدعوته، والمسرعون في اللّحاق به، وهذا لاينفي أنْ يكون هناك أنصار للإمام عليه السلام، يأتون بعد تلك الطلائع.
فمن تلك الروايات ما ورد في حديث الفتن (...فإذا رأى الناسُ ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيتّبعونه...).
***
ما الفرق بين الأبدال، والأقطاب، والأوتاد؟ وهل حواريّ الإمام المهدي عليه السلام أفضل منهم؟
علاء
السؤال:
ما المقصود من الحواريين (حواريي الإمام الحجّة عليه السلام) ومن هم؟ ما الفرق بين الأبدال والأقطاب والوتد؟ ومن هم في الثلاث حالات؟.
الجواب:
نقل صاحب البحار عن ابن ابي الحديد التالي: (وعندهم _أي الصوفية_ أنّ الدنيا لا تخلو عن الأبدال وهم اربعون، وعن الاوتاد وهم سبعة وعن القطب وهو واحد..) (البحار ج٥١ ص١١٤).
ونقل في ج ٥٣ ص ٢٠١ عن الشيخ الكفعمي مانصّه:
قيل: إنّ الارض لا تخلو من القطب واربعة اوتاد واربعين ابدالاً وسبعين نجيباً وثلاثمائة وستين صالحاً- فالقطب هو المهدي عليه السلام- ولا يكون الأوتاد أقلّ من اربعة، لأنّ الدنيا كالخيمة، والمهدي كالعمود، وتلك الاربعة اطنابها، وقد يكون الاوتاد اكثر من اربعة، والابدال اكثر من اربعين، والنجباء اكثر من سبعين، والصلحاء اكثر من ثلاثمائة وستين، والظاهر ان الخضر والياس من الاوتاد، فهما ملاصقان لدائرة القطب.
وامّا صفة الأوتاد فهم قوم لا يغفلون عن ربّهم طرفة عين ولا يجمعون من الدنيا إلاّ بلاغاً ما يسدّ الرمق ويقوّم الصلب ولا تصدر منهم هفوات الشر، ولا يشترط فيهم العصمة من السهو والنسيان بل فعل القبيح، ويشترط ذلك في القطب.
واما الابدال فدون هؤلاء في المراقبة، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر، ولا يتعمدون ذنباً.
واما النجباء فهم دون الابدال... الى ان قال: وقيل: اذا نقص أحدٌ من الاوتاد الأربعة وضع بدله من الاربعين، واذا نقص احد من الاربعين وضع بدله من السبعين...
هل فعلاً إذا خرج الإمام المهدي عليه السلام سيقوم بهدم الكعبة، ولماذا؟
اياد ارزوقي
السؤال:
قول الإمام الصادق عليه السلام إذا قام القائم عليه السلام هدم المسجد الحرام حتى يردّه إلى اساسه وقطع ايدي بني شيبة وعلّقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سرّاق الكعبة-(الارشاد) للشيخ المفيد ص٣٦٤ وكتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي ص٤٧٢، والسؤال هو:
١) لماذا يهدم الإمام المهدي عليه السلام المسجد الحرام على عكس المتوقّع من القيام بتوسعته عند ظهور دولة الحق وتحقيق العدل الالهي.
٢) اليس في تعليق ايدي بني شيبة على الكعبة تجاوز وتصغير، وانتهاك لحرمة الكعبة المكرمة.
الجواب:
ج١/ لم تقل الروايات إنّ الإمام عليه السلام سيهدم المسجد، بل قالت إنّه سيرد المسجد الى اساسه، أي اساسه الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي هي الاسس التي كانت على عهد النبي إبراهيم عليه السلام، وقد ورد في رواية أُخرى أنّه عليه السلام سيفعل ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومسجد الكوفة.
وليس في هذا أي هتك لهذه المساجد فنحن نعتقد أنّ الإمام عليه السلام سيفعل ذلك انطلاقاً من حكمة شرعية يريدها الله تعالى، ونحن وإنْ كنّا لانعلم تلك الحكمة الآن، لكنْ من يعاصر الإمام فمن المؤكد أنّه سيعرف تلك الحكمة، ولعلّ ذلك باعتبار أنّ لهذه المساجد الثلاثة احكاماً خاصة فيما يتعلق بالقصر والتمام في الصلاة، او في جواز مرور المجنب فيها وغيرها من الاحكام.
علماً انّ هذا لاينافي أنْ يوسع الإمام عليه السلام هذه المساجد، لكن مع بيان حدود المساجد الاصلية.
ج٢) امّا قطع ايدي سرّاق بيت الله تعالى فإنّه حيث كان اقامة للحد الشرعي فلا بأس به بلا شك، امّا كونه هتكاً وتصغيراً لحرمة الكعبة، فهذا أول الكلام، بل إنّ اقامة الحد على اولئك السرّاق فيه حفظ لحرمة الكعبة وتحذير للآخرين بعدم التعدي على حرمتها.
نعم، ورد حرمة قتل المذنب في داخل الحرم، بل يمنع عنه الطعام حتى يخرج عنه، أمّا إقامة الحد-دون القتل- فلا مانع منه شرعاً.
بل ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: (وإنْ جنى في الحرم جنايةً أُقيم عليه الحد في الحرم فإنّه لم يرَ للحرم حرمةً) (من لايحضره الفقيه ج٤ ص١١٥ ح٥٢٢٩).
علماً بأنّ سدانة الكعبة كانت لبني شيبة من زمن جدهم شيبة بن عثمان الأوقص الى اليوم، حيث أنّ السدانة هي بيد عبد القادر بن طه بن عبد الله بن عبد القادر بن علي بن محمد السابع بن زين العابدين الشيبي، كما في موسوعة ويكيبيديا(عنوان: سدانة الكعبة)، على أنّ الرواية ضعيفة بالإرسال، حيث رواها في (العلل) وفي (الكافي) (عن رجل من اهل مصر) ورواها الطوسي في (غيبته) عن علي بن ابي حمزة البطائني وهو واقفي.