الأسئلة الموجهة إلى مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام
هل صحيح انّ كل الأحاديث الواردة في الإمام المهدي عليه السلام مرسلة؟.
مصطفى اسعد رسول
السؤال:
يقول البعض أنّ جميع الأحاديث الواردة عن الإمام المهدي عن طريق النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلة، كما أنّ حديث صلاته عليه السلام هو من ذكر الآحاد؟.
الجواب:
١- انّ كونها كلها مرسلة يخالف الوجدان، فانّ الروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حول الإمام المهدي عليه السلام أغلبها –إنْ لم يكن كلها -مسندٌ لا مرسل. وإنْ كنت تقصد أنّها ضعيفة سنداً- فيدفعه أنّ الروايات المروية حول الإمام المهدي عليه السلام التي تجاوزت المئات هي متواترة تواتراً إجمالياً ومعنوياً _إنْ لم يكن لفظياً- فلا يضر بعد هذا كون الروايات المروية حوله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرسلة _لو صح كونها مرسلة-.
٢- وأمّا عن سؤالك الثاني: فإن كان المقصود منه صلاة الإمام المهدي عليه السلام على أبيه، فهذا لايضره، كونه حديث آحاد. فإن خبر الواحد الثقة حجة، ولو تنزلنا وقلنا انّ حديث الواحد ليس حجة، فهذا لايؤثر في أصل الاعتقاد بالمهدي عليه السلام، فإنّ ضعف حديث في مجموعة أحاديث صحيحة لايضر، تماماً كما توجد روايات ضعيفة في الأبواب الفقهية المختلفة، فانّه لايؤثر على تلك الأبواب مادام قد دلت عليها أدلّة صحيحة.
***
هل لأصحاب الإمام المهدي تسمية واحدة أو عدة تسميات؟.
سجاد
السؤال:
ما التسمية التي تطلق على أصحاب الإمام المهدي عليه السلام؟.
الجواب:
هناك نوعان من التسمية التي أطلقت عليهم:
١- التسمية التي تُطلق على عموم أصحابه وأنصاره عليه السلام الثلاثمائة وثلاثة عشر، وقد وردت في الروايات بلفظ (أصحاب القائم) ولفظ (المفقودون من فرشهم).
فعن الإمام زين العابدين عليه السلام: (المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، عدة أهل بدر، فيصبحون بمكة، وهو قول الله عز وجل! (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَميعاً) وهم أصحاب القائم عليه السلام).
٢- التسمية التي تطلق على بعض خاص من أصحابه، لهم صفات خاصة، كالأبدال والنجباء والأخيار، فعن الإمام الباقر عليه السلام: (يبايع القائم عليه السلام بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من اهل العراق، فيقيم ما شاء الله أنّ يقيم). (غيبة الشيخ الطوسي) ص٤٧٧ ح٥٠٢، الفصل الثامن.
***
هل يجب عليّ أن أحبس نفسي في البيت ولا أخرج حتى يظهر اليماني، وإذا ظهر هل يجب عليّ الدخول تحت لوائه؟.
وسام علي
السؤال:
أنا لدي نيّة سفر دراسية إلى الهند للدراسة، وهنالك أحاديث مضمونها حول البقاء في البيت أو المنطقة في هذا الزمن، فما العمل جزاكم الله خيراً؟.
السؤال الثاني إذا ظهر اليماني بعد السفياني هل يجب علينا وإن كنا في كل مكان من العالم الالتحاق به؟.
الجواب:
أولاً: انّ الروايات الشريفة التي أمرت بحبس النفس في البيوت، ليس المراد منها هو المعنى الحقيقي للجلوس في البيت وقفل الباب على النفس، فانّه خلاف المعروف عن الإسلام وكونه ديناً اجتماعياً، وأنْ تكونوا احلاس بيوتكم، هي ناظرة إلى عدم المشاركة في الفتن وإثارتها والترويج لها، وهذا غير مسألة طلب العلم التي أمرت بها الروايات الشريفة مطلقاً, نعم، لابد من التزام بمفردات الدين وسلوكيات الأخلاق في مثل تلك البلاد وعدم الانجراف في تياراتها المنحرفة.
ثانياً: وامّا عن ظهور اليماني فهو مقارن لظهور السفياني لا بعده.
هذا وقد ورد في الروايات ما يمكن أنْ يدل على لزوم اتباع اليماني وحرمة الالتواء عليه، فعن الإمام الصادق عليه السلام انّه قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويلٌ لمن ناوأهم، وليس في الرايات اهدى من راية اليماني، هي راية هدى، لأنه يدعو الى صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض اليه فانّ رايته راية هدى ولا يحل لمسلم ان يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لانّه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم، هذا ولكن الرواية يمكن المناقشة في صحة سندها، بالإضافة إلى انّ معنى عدم الالتواء هو عدم معاداته ومحاربته وهذا غير الالتحاق به).
على انّ النصرة تختلف باختلاف الزمان والمكان وقدرات الشخص، فلعل نصره رجل يعيش في اليمن تتحقق بالالتحاق بجيش اليماني، ولكن نصرة رجل له يعيش في بلاد الهند أو السند تكون بتأييده قلباً وذكره لساناً.
على انّ القاعدة في مثل هذه الحالة هو الرجوع إلى المراجع الذين أمرنا باتباع أوامرهم في زمن الغيبة الكبرى.
***
هل يصح الاستدلال على أن للمهدي عليه السلام غيبتين بوجود غيبتين لعيسى عليه السلام؟.
عباس عبد الامير
السؤال:
هل يمكن الاستدلال على الغيبتين من خلال دراسة مقارنة بين سيرة النبي عيسى عليه السلام (آخر الأوصياء من بني إبراهيم وإسحاق عليهما السلام) وبين سيرة الإمام المهدي عليه السلام (آخر الأوصياء من بني إبراهيم وإسماعيل (إذا كانت للنبي عيسى عليه السلام غيبتان، الأولى بعد ما كادوا أنْ يصلوا إليه حتى شبه لهم غيره ومن بعد ذلك ظهر على حوارييه المقربين حتى شكوا فيه وما تيقنوا إلاّ من بعد إنزال الله لهم مائدة كما طلبوا، وما يؤكد هذا التشابه (الخاص) التشابه العام ما بينهما وهو واضح وجلي).
الجواب:
- يكفينا للاستدلال على غيبتي الإمام المهدي عليه السلام الروايات الصريحة الدالة على ذلك، فعن الإمام الصادق عليه السلام: (انّ لصاحب هذا الأمر غيبتين، أحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات. وبعضهم يقول: قُتل، وبعضم يقول: ذهب...) (غيبة العماني) ص ١٧٦ ب١٠ ح٥.
- هذا فضلاً عن انّ الروايات قد ذكرت انّ سنة المهدي عليه السلام في النبي عيسى عليه السلام هي الاختلاف فيه، فمن ذلك ماورد عن الإمام الباقر عليه السلام: (وأمّا من عيسى فيقال له: انّه مات- ولم يمت...) (كمال الدين) ص١٥٢ ب٦ ح١٦.
وفي رواية أخرى عن الإمام السجاد عليه السلام: (وامّا من عيسى فاختلاف الناس فيه ن. م. ص٣٢٢ ب٢١ ح٢.
وليس فيها ما يشير إلى التشابه في الغيبتين).
ولذلك تجد انّ الشيخ الصدوق قدس سره في كتابه (كمال الدين) عندما أخذ بذكر الغيبات التي وقعت للأنبياء والحجج السابقين لم يذكر غيبة للنبي عيسى عليه السلام ولو كان هناك غيبة له لذكرها.
نعم، ورد في الروايات الشريفة انّ التشابه بالغيبة هو واقع بين الإمام المهدي وبين عدّة أنبياء، كصالح وإبراهيم وموسى عليهما السلام... وقد عقد صاحب البحار باباً خاصاً لذكر الأخبار الدّالة على ذلك. (البحار) ج٥١ ب١٣ (مافيه عليه السلام من سنن الأنبياء والاستدلال بغيبتهم على غيبته).
- وختاماً نقول: حتى لو صحّ ما قيل من غيبتي عيسى عليه السلام، بل وغيرها مما ذكرت الروايات انّه قد وقعت لهم الغيبة فانّ ذلك لا يصح ان يكون دليلاً على وقوع الغيبتين للإمام المهدي عليه السلام فانّ غيبتيه قد وقعتا -ونحن نعيش الغيبة وجداناً- وما ذكرته الروايات انما هو من باب التشبيه لا أكثر، وان كثيراً مما جرى على الأنبياء من سنن الغيبة هو سيقع للإمام المهدي عليه السلام ولعل ذلك إشارة إلى ترابط حركة المهدي عليه السلام مع حركات الأنبياء عليهما السلام، أو انّه من باب تطمين النفوس وزيادة اليقين بقضية الإمام المهدي عليه السلام وغيبته وانّه لما غاب لم يكن بدعاً من الرسل.